شبكة سورية الحدث


شهداء الجبل .. قربان الكرامة والتاريخ...ودحض الإرهاب

السويداء- معين حمد العماطوري  شيعت السويداء اليوم عدداً من الشهداء جراء تعرضها امس الى هجوم ارهابي عنيف من قبل عصابات داعش الارهابية والذي يعد الاعنف في سورية لجهة عدد الشهداء، حيث غطى وشاح الحزن والغضب مدينة السويداء، بعد أن وصلت قوافل الشهداء من المنطقة الشرقية وقراها المحاذية للبادية السورية، بحيث ارتقى أكثر من مئتي وعشرين شهيداً إلى سماء الخلود والمجد والسجل الوطني معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ العزل، بفعل الإرهاب الداعشي المنظم المدعوم من الصهيو أمريكي...فما أن وصلت صيحات الأهل في قرى الشبكي والشريحي ورامي وطربا والكسيب وتيما حتى تداعت المرجعيات الدينية والاجتماعية ووقفت العمامة التنويرية إلى جانب العباءة التنويرية، مستذكرين ابطال التاريخ ونخوة سلطان باشا الاطرش والثوار الاماجد الموسومة بها السويداء، وامتشق الأمير جهاد الأطرش سلاح العزة والكرامة واصحاب سماحة شيخي يوسف جربوع وحمود الحناوي شيخي عقل الطائفة لدرزية سلاح الإيمان وذهبوا إلى موقع الحدث تحت أزيز الرصاص وفعل القناص...وبإيمانهم الواثق أن شباب المنطقة الشرقية ورجالها البواسل الصامدين كانوا يواجهون اعداء الخير والسلام والمجموعات الإرهابية المنظمة عسكرياً والمدعومة من الصهيو أمريكي بدعم لوجستي مؤكدين أن اسرائيل وأعوانهم استخدمت التطرف والإرهاب الداعشي ليشكل خطراً على القرى الشرقية من جبل العرب..لكن حقاً اثبتوا أبطال وشباب وشيوخ تلك المنطقة عن قوة وعزيمة وإرادة وتشبث في الدفاع عن الأرض والعرض، أنهم المرابضين دائماً، لإيمانهم المطلق أن المؤامرة على سورية عامة وعلى السويداء خاصة ومنذ سبعة سنين ونيف هي مؤامرة لاستهداف البنية الاجتماعية والنسيج الوطني، ولهذا دفعوا دمائهم تأكيداً على هويتهم السورية الوطنية، ورداً على إرهاب الداعش الوهابي التي تعمل على نشر ثقافة البغض والكراهية والعدائية من فتواتها وأعمالها الإجرامية ..بحيث دخلت على بيوت عزل عند الفجر ...وابن السويداء اعتاد أن يستقبل ضيوفه بالترحاب ذلك لأن مضافات الجبل معروفة تاريخياً أنها الفنادق المجانية، ليستقبل من قبل الضيف بالرصاص ويقتل كامل الأسرة ..هكذا دخلوا في خلسة من الليل الداكن وبدهاء وحقد وإجرام ليثبوا انهم دعاة الارهاب ودعاة الحقد واعداء الله والسلام ..وحينما جاؤوا طلائع أبناء الجبل رأوا أنهم أجبن من أن يصمدوا أمام بأس الأبطال اصحاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..المتتبع للأحداث يرى بأم العين كيف استطاعوا أهالي السويداء أن يقبضوا على شذاذ الأفاق ويعلقوا مشانقهم أمام الناس، وأن جثث الدواعش القذرة كانت بالمئات، لأن الحالة الوطنية والإيمان بها هي من بديهات الحياة عند أهالي السويداء.. فقد سأضع مثالاً الشهيد يامن ابو عاصي الوحيد لامه المكلومة به فدى بروحه من اجل وطنه، ومنع التفجير ان يطال حي كبير بالسويداء مقدما نفسه قرابان لذلك، وتبعه في طريق ايضا تنوع من الشهادة هناك رجال والمشايخ والشباب وعدد من كتائب البعث كما في قرية رامي والشبكي الذي ذهب اكثر من مائة وخمس وثلاثين شهيداً..هذا التنوع دلالة الوحدة المتكاملة في ثقافة الدفاع عن وطن.  وبالتالي تراهم ليلاً قد أقاموا الحواجز وقبضوا على مجموعة من الإرهابيين الذين حاولوا التفجير في شوارع السويداء وأحيائها البريئة ..إذا نحن في السويداء واجهنا إرهاب داعشي ..أيقن العالم أن الصهيونية العالمية الأمريكية لم تكن خافية بفعلها ودعهما للإرهاب ضد المدنيين العزل، وأن الشهادة في سبيل الوطن والحفاظ على الأرض والعرض هي ثقافة لا ولن يتخلى عنها أهالي السويداء ماضياً وحاضرا ومستقبلاً..
التاريخ - 2018-07-26 1:40 PM المشاهدات 1334

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا