قال الدكتور هزوان الوز وزير التربية خلال لقائه وفداً تضامنياً ضم عدداً من
الزملاء في اتحادات ونقابات المعلمين في مصر وتونس وفلسطين والسودان واليمن:
منذ أربع سنوات ومدارسُنا، منابع النور في وطننا، هدفٌ لجحافلِ الخرابِ،
والدمارِ، والدمِ. ونحنُ في وزارةِ التربيةِ نعاندُ ذلكَ كلَّه، وسواهُ،
ونقاومُ، ونؤكدُ أننا حماةٌ لوطننا، كرجالِ الجيشِ العربيِّ السوريِّ.
وأضاف لقد وجد السوريون أنفسهم أمام واقع لم يألفوه، ولم يكن مطلقا في تاريخهم
ومعتقداتهم ، فكانَ القتل باسم "الحرّية"، والدم باسم "المطالب"، والدمار باسم
"التغيير"، وتفخيخ الأماكن التاريخيةِ ودور العبادة الإسلامية والمسيحية
والأضرحة والمقامات، وتدمير المدارس، باسم "الثورة"، ثمّ كانَ تهجير الناس من
بيوتهم، وتشريد الأطفال، مع أسرهم، ودفعهم إلى مغادرة مقاعد الدراسة، والعمل
في وقت مبكّر من حياتهم لمساعدة أسرهم المنكوبة، فتجنيد العصابات التكفيرية
لأعداد غير قليلة منهم، وتلقينهم معارفَ وقيماً ليستْ بشيءٍ من تعاليم
الرسالات السماوية.
وأوضح وزير التربية الأضرار التي لحقت بالقطاع التربوي خلال هذه الفترة حيث تضررت
/2009/ مدارس في المحافظات جميعها، منها /880/ مدرسة مازالت مستمرة بالعمل
التربوي واستقبال الطلاب، كما بلغت عدد المدارس غير المستثمرة/5156/ مدرسة،
منها /1129/ تضررت بشكل كلي، و/3549/مدرسة يصعب الوصول إليها، كما بلغت الكلفة
التقديرية الإجمالية لأضرار القطاع التربوي ما يزيد على /167,139,174/ مليار
ليرة سورية مع ملاحظة تزايد الاعتداء الإرهابي على المدارس وتخريبها
واستهدافها بقذائف صاروخية، في حين تمثلت الأضرار البشرية بقتل وخطف وتشويه
وترهيب عدد من العاملين والمدرسين والطلاب، حيث قدمت وزارة التربية /400/ شهيد
من الكادر التربوي و/475/ طالباً وطالبة.
وحول الخطوات التي قطعتها الوزارة لمتابعة العملية التربوية أكد وزير التربية
حرص الوزارة على مستقبل كل طفل سوري من خلال انتظام العام الدراسي ومنذ اليوم
الأول لافتتاح المدارس، وتوفير أفضل السبل لنجاح العملية التعليمية واستقرارها
في ظل الظروف الراهنة، وبناء الأجيال وتطوير مناهج التعليم وأساليب التدريس،
وإيلاء الأولوية لمادتي التربية الوطنية والتربية الدينية، ورفد الوزارة
باحتياجاتها من المدرسين والمدرسات والتخفيف من آثار الأزمة؛ باستيعاب الطلاب
بمدارس قريبة من سكنهم، وتهيئة الأطر الإدارية والتدريسية لتقديم الدعم
النفسي، وتقديم تسهيلات التسجيل للطلاب الوافدين من مناطق غير آمنة، وإعداد
البرامج اللازمة لتعويض الدروس الفائتة، والتوسّع في تطبيق الأندية المدرسية
في عدد من المدارس بالمحافظات؛ مبيناً أن هاجس الوزارة الأول هو ضمان سير
العملية التربوية بالشكل الأمثل، وإعادة إعمار المدارس التي تعرضت للتخريب على
أيدي المسلحين، ومتابعة إيجاد الحلول البديلة للمدارس التي استخدمت كمراكز
للإيواء، والتي لا تزال تضم أسرنا المهجرة من المناطق غير الآمنة؛ حيث تم
إصلاح /525/ مدرسة في المحافظات منها تم إصلاحها بعد تضررها لأكثر من مرة.
من جهته أشاد الوفد بموقف سورية المتماسك والصامد في ظل الأزمة، والذي تجلى
واضحاً من خلال التصميم على افتتاح المدارس كرد جذري لمواجهة هؤلاء الإرهابيين
الذين يستهدفون تجهيل الشعب العربي السوري .
كما أعرب الوفد عن ضرورة وقوف الشعب العربي صفاً واحداً في وجه المؤامرة
التي تستهدف
الجيش والتربية والإعلام لنشر الأفكار الظلامية، بعد أن بدأت خيوطها تتكشف
نتيجة مواقف سورية الصامدة والصادقة، والتأكيد على أن يكون المؤتمر القادم
لاتحاد المعلمين العرب في سورية ..
وأكد نايف الطالب رئيس المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين أهمية هذا اللقاء
العربي الأصيل بامتياز؛ لأنه يأتي تعبيراً عن المشاعر الصادقة والنبيلة،
وسيبقى نبض الأمة العربية قائما ً مادامت سورية صامدة ، موضحاً العلاقة
التشاركية مابين الوزارة والنقابة في مجال تنمية القطاع التربوي .
التاريخ - 2015-01-25 7:02 PM المشاهدات 888
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا