هيثم العلي تشابكات الثأر وخلافات العشائر يغسلها شيوخ العشائر ووجهاء الخير وإصلاح ذات البين عرف قبائلي متوارث منذ زمن بعيد في حوران والجولان حيث لازالت تحكمهما الأعراف والتقاليد، وتعتبر منهج يسير عليه أغلب أهالي هذه المناطق، وهذه القوانين والأعراف تحكم وبين آونة وأخرى فيدفن الثأر تحت البساط ويتعانق المتخاصمون وهذا ما كان في بلدة خراب الشحم مجمع السالم بمحافظة درعا حيث حضر ممثلو عشائر حوران والجولان ودمشق وريفها الصلح العشائري الاجتماعي الذي استمر لسنوات بين عشيرة بني خالد وعشيرة النعيم.بدأ الصلح الاجتماعي العشائري بتوافد المدعوين ليكونوا شهود على الصلح ثم ألقيت كلمة للجاهة التي سعت للصلح ومن ثم كلمة لعشيرة بني خالد ألقاها الشيخ أحمد المهاوش الخالدي أبو سالم وبعدها كلمة لعشيرة النعيم ثم قرأ المحامي المكلف بالأمور القانونية صك الصلح والذي تضمن شروط الصلح بين العشيرتين والبالغ عددها 6 بنود وقع عليها وجهاء من العشيرتين ليتم بعدها رفع راية الصلح عقد "الراية" وربطها من قبل الشيوخ ليعلن انتهاء الخلاف وتصافي القلوب ويطوف على جميع الحضور رافعاً الراية ليشهد عليها جميع الحضور.شبكة سورية الحدث الاخبارية حضرت الصلح العشائري بدعوة من وجاهة الصلح وعاشت هذا المشهد الاجتماعي الطيب الذي ينم على التآلف والمحبة ما بين أبناء المحافظة وكان لنا عدة لقاءات مع بعض شيوخ العشائر التي حضرت الصلح وكانت البداية مع **الشيخ أحمد فواز الخوالدة مختار قرية السهوة وأحد وجهاء الصلح فقال: بتوفيق من الله عز وجل استطاعت اللجنة العشائرية لجنة الصلح تقريب المسافات بين عشيرتي بني خالد والنعيم وللأمانة وحقيقة الأمر وجدنا كلا الطرفين لا يرضى الخصومة ووجدنا الوعي والإدراك والتفهم عنصراً حياً لدى الطرفين المتنازعين والكل يريد الأمان والابتعاد عن حقن الدم والترفع عن الثأر فبعدما استجاب الطرفين تم الاتفاق على إجراء المصالحة بين العائلتين فكان الاجتماع اليوم والاتفاق على الصلح الاجتماعي وعقد راية الصلح الذي حضره معظم عشائر حوران ليتوج هذا الصلح العشائري بحضور ومباركة من الجهات المعنية في محافظة درعا حيث اجتمعت معظم العشائر في المنطقة الجنوبية ليشهدوا جميعاً على نهاية خلاف عشائري بين عشيرتين هم من أقرب الناس وداً ومحبة. **الشيخ أحمد المهاوش الخالدي أبو سالم قال لموقعنا: عشيرة بني خالد وعبر تاريخها العريق كانت على الدوام عنوانا للكرامة والعز ونبراسا للصفح والعفو وتأصيل العادات والتقاليد العشائرية فعادتنا العربية تأمر بالصفح والتسامح ونشر المحبة والخير بين أبناء القبائل والعشائر السورية نظرا للراوبط الاجتماعية الكبيرة التي تربط العشائر بهذا الوطن وحوران والجولان وعشيرة بني خالد كانت على الدوام وعبر تاريخها العريق مثالا حياً على الكرم العربي الأصيل بالعفو والصفح عند المقدرة.حضرنا اليوم إلى خيمة الصلح لننسى الماضي ولتتصافح الأيدي وتتصافى القلوب وتغسل الذنوب فالاعتراف بالذنب فضيلة. الكل يخطئ لكن في النهاية الصلح سيد الأحكام لأن من أحب الأعمال إلى الله ورسوله هو إصلاح ذات البين لأنه يصفي القلوب ويطفئ شرارة الشر فبعد هذا الصلح سيرجع الحب والمحبة إلى تلك القلوب المتآخية والمتجاورة منذ مئات السنين في منطقة حوران والجولان.**والتقينا أيضاً مع الشيخ رضوان الطحان أحد وجهاء الصلح فقال لنا: نجتمع اليوم في هذا المكان لنحقن الدم وننهي خلافاً عمره عدة سنوات بين عشيرتين من أهم عشائر منطقة الجولان وحوران حضرت اليوم العشائر من كل أركان المناطق القريبة لتبارك هذا الصلح وتشهد علية، ونطوي صفحة مؤلمة دامت لسنوات لتعود الأمور لسابق عهدها أخوة وجيران، نتسامر معاً ونعيش حياة عادية بعيدة عن الخلافات، كون معظم أفراد العشيرتين تربطهم علاقات وصداقات قديمة لتتجدد نحو الأفضل اليوم يطرد المستعمر الموجود في سويداء قلوبنا، وننظر إلى هذا الوطن الذي نحتمي تحت خيمته بالرفعة والعلياء، تصافت القلوب وتعود الأمور من جديد كما كانت أخوة أحباء همنا واحد وفرحنا واحد وحزننا واحد، ليتوج الإرث الاجتماعي العائلي الطيب بين أبناء المنطقة والأرض الواحدة في مشهد ولا أجمل، ونحن من باب الدين والأخلاق والأعراف القبلية الطيبة لا نرتضي دوام الخلاف بين أخوة وأشقاء شربوا من ماء واحد واستنشقوا ذات الهواء.
التاريخ - 2018-09-10 3:08 PM المشاهدات 2334
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا