شبكة سورية الحدث


متى يصبح حليب الأم ضارًا؟

 ليس هناك غذاء للطفل الرضيع أفضل من حليب الأم؛ والسبب في ذلك يعود لاحتواء حليب الأم على أكثر من سبعة عناصر لا يمكن أن يتواجدوا في أي حليب سواه؛ منها مضادات للحساسية وأنزيمات ومضادات للطفيليات ومضادات للفيروسات وعناصر للنمو وهرمونات وأجسام مضادة. وكل هذه العناصر لا يمكن أم تتواجد حتى في حليب الأطفال الصناعي؛ والذي يصنع أساسا من الحليب البقري المضاف إليه الكثير من العناصر الأخرى في محاولة ليضاهي لبن الأم؛ ولكنه لا يشبهه على الإطلاق. كل هذا ليس بغريب عنا، ولكن الغريب والمستغرب أن يكون حليب الأم ضار للطفل. ويكون حليب الأم ضار في بعض الحالات، منها معاناة الطفل من الحساسية من حليب الأم وبعض حالات الإصابة بالصفراء. ولكن المطمئن أن هذا لا يحدث إلا بنسبة ضئيلة للغاية، حوالي 2%. ويمكنك عزيزتي الأم معرفة ما إذا كان حليبك هو المسبب للصفراء عند طفلك الرضيع في حال أوقفت الرضاعة الطبيعية لمدة 24 ساعة ولاحظ الطبيب هبوطا سريعا في نسبة الصفراء. وفي هذه الحالة تعمد الأم إلى استبدال الرضاعة الطبيعية بالرضاعة الصناعية؛ وذلك بشكل مؤقت لحين تمام شفاء الطفل الرضيع. كذلك يتحول حليب الأم من مصدر للغذاء والوقاية من الأمراض إلى سم يدخل إلى جسد الطفل ويفعل به الأفاعيل. ويعتمد ذلك على جانبين؛ الجانب الغذائي والجانب النفسي. فإذا كانت الأم تختار الأطعمة الصحية التي تساعد طفلها على النمو وتعطيه كفايته من جميع العناصر الغذائية، وفي نفس الوقت تتمتع بصحة نفسية جيدة فإن الطفل سيستفيد أيما استفادة من هذا الحليب؛ ونادرا ما سيصاب بالأمراض؛ أما إن كانت الأم تأكل من الأطعمة ما يضر أكثر مما ينفع أو كانت حالتها النفسية والمزاجية سيئة، فإن طفلها الرضيع سيكون دائما متعب الجسد متعكر المزاج؛ هذا إلى جانب أن مناعته ستضعف تماما وستلازمه الحساسية من حليب الأم ، وقد يصل الأمر إلى حد الوفاة. ولا نغفل في هذا المقام لفت نظر الأم إلى الضرر الكبير الذي يقع على الطفل إذا كانت تدخن أو تتعاطى بعض المواد المخدرة؛ أو حتى تكثر من تناول المسكنات أو أدوية احتقان الأنف التي تخفف المخاط. ويصاب الطفل بمشكلة الحساسية من حليب الأم في حال أصيبت الأم بأحد الأمراض؛ مثل نزلات البرد والنزلات المعوية والالتهاب الرئوي وحمى التيفود. ومثل هذه الأمراض تحتم على الأم منع طفلها من الرضاعة الطبيعية بشكل مؤقت لحين شفائها. وهناك من الأمراض ما يمنع الأم من إرضاع طفلها رضاعة طبيعية بشكل دائم مطلق؛ وهي الأمراض التي تضعف من صحة الأم وتؤثر على حالة جسدها العامة؛ لأن تعبها سينتقل حتما لطفلها، مثل الإصابة بالسل أو الأمراض النفسية أو حالات الصرع. - إعلانات - والخطأ الذي تقع فيه بعض الأمهات أنه بمجرد علمها بأن الحليب الطبيعي يحتوي على كميات من الميكروبات، منها البكتيرية والفيروسية والفطرية وهكذا، بمجرد علمها بذلك تشعر بالقلق من أن يعاني طفلها من الأمراض أو الحساسية من حليب الأم ، بل قد تدخل الكثير من الطعام الصلب لطفلها لتقليل رضاعته الطبيعية. ولكن الحقيقة هي أن الدراسات الحديثة والقديمة قد أثبتت أن هذا يعد أمرا إيجابيا وليس سلبيا على الإطلاق؛ فهذه طبيعة الحليب التي خلقها الله تعالى. وهناك الكثير من الفوائد لهذه الميكروبات بحليب الأم؛ ومنها أن وجودها بالحليب يعمل على إضعافها قبل أن تصل إلى الطفل، مما يسهل على جسده عملية التغلب عليها في المستقبل من خلال جهازه المناعي القوي. ومن الفوائد المهمة كذلك لهذه الميكروبات أنها تساعد الطفل على تكوين ميكروباته الصديقة الموجودة في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي؛ وغير ذلك من الفوائد الجمة لميكروبات الحليب. وننوه على كل أم أن تراقب طفلها بعين دقيقة؛ حتى إذا كانت هناك مشكلة، مثل مشكلة الحساسية من حليب الأم أو غيرها، حاولت البحث عن حل لها في وقت باكر؛ فليست العبرة بتناول الطفل لغذائه؛ وإنما يهمنا الحالة الصحية والنفسية له. ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
التاريخ - 2018-09-28 5:10 PM المشاهدات 15572

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا