الرئيس الأسد لـ بي بي سي نيوز: سورية لا تستطيع أن تكون في تحالف مع بلد يدعم الإرهاب.. مصدر إيديولوجيا “داعش” هو الوهابيون
السيد الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع (بي بي سي نيوز) بثتها اليوم أن سورية اتخذت القرار بمحاربة الإرهاب منذ البداية وإجراء الحوار على المستوى الوطني مشيرا إلى أن سورية لا تستطيع أن تكون في تحالف مع بلد يدعم الإرهاب لأن البلدان التي يتكون منها التحالف أو معظمها تدعم الإرهاب وأن المهم بالنسبة لنا أن نكون مستقلين ولن نكون دمى نعمل ضد مصالحنا.
وقال الرئيس الأسد: إن مصدر إيديولوجيا “داعش” وغيره من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة هو الوهابيون الذين تدعمهم العائلة المالكة السعودية وإن المجتمع في تلك المملكة أكثر ميلا لـ “داعش” ولقبول إيديولوجيته.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة..
أهلا بكم في (بي بي سي نيوز سبيشال).. أنا جيريمي بوين.. وأنا في دمشق في القصر الرئاسي.. التجمع الذي يشرف على مدينة دمشق.. حيث التقينا الرئيس السوري بشار الأسد.
السؤال الأول..
سيادة الرئيس.. لقد فقدتم السيطرة على مناطق واسعة من سورية.. وظهرت المجموعة الجهادية التي تسمي نفسها “الدولة الإسلامية”.. ربما هناك 200 ألف سوري قتلوا في هذه الحرب.. وفقد الملايين منازلهم.. لقد وصف مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الوضع في سورية بأنه الأزمة الإنسانية الأكثر خطورة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.. هل أصبحت سورية دولة فاشلة…
الرئيس الأسد:
لا.. ما دامت مؤسسات الدولة تؤدي واجباتها تجاه الشعب السوري.. لا يمكن التحدث عن دول فاشلة.. أما التحدث عن فقدان السيطرة فهو أمر مختلف تماما.. ما يحدث هو أن هناك غزوا من إرهابيين يأتون من الخارج.. والحكومة تقوم بواجبها في القتال والدفاع عن البلاد.
السؤال الثاني..
هل لنا أن نعود إلى الماضي عندما بدأ كل هذا عام 2011 قلتم إنه تم ارتكاب أخطاء في معالجة تلك المظاهرات الأولى.. هل ارتكبتم أنتم شخصيا أخطاء…
الرئيس الأسد:
لا.. أنا لم أقل إننا ارتكبنا أخطاء في معالجة هذا الأمر.. أنا أقول دائما إن أي شخص يمكن أن يرتكب الأخطاء.. لكن هناك فرق..
اتخذنا القرار بمحاربة الإرهاب منذ البداية واتخذنا قرارا بإجراء الحوار على المستوى الوطني
السؤال الثالث..
هل ارتكبتم أخطاء أنتم شخصيا…
الرئيس الأسد:
هناك فرق في السؤال الذي طرحته أنت.. حول خطأ السياسات من جهة.. أو خطأ الممارسات من جهة أخرى.. هناك فرق كبير.. إذا عدنا إلى السياسات.. فإننا اتخذنا القرار بمحاربة الإرهاب منذ البداية.. واتخذنا قرارا بإجراء الحوار على المستوى الوطني.. وأعتقد أن كلتا السياستين كانت صائبة.. أما إذا أردت التحدث عن الأخطاء في الممارسة العملية وأن بعض الأخطاء قد ارتكبت ضد بعض المدنيين.. فإن هذا حدث بين وقت وآخر.. وقد عوقب بعض الأشخاص لارتكابهم تلك الأخطاء.
السؤال الرابع..
لكنكم شخصيا لم ترتكبوا أخطاء في معالجة الأزمة..
الرئيس الأسد:
قلت إن كل شخص يمكن أن يرتكب الأخطاء كل يوم.. إلا إذا أنكرت هذه الأخطاء.. فإنك بذلك تنكر الطبيعة البشرية للبشر.
السؤال الخامس..
تحدثت عن أثر الإرهاب.. كما تسميه.. منذ البداية.. لكني كمراسل تمكنت من الذهاب إلى بعض تلك المظاهرات الأولى في دمشق.. وفي مناطق خارج دمشق.. ولم يكن الناس يقولون إنهم يريدون خلافة إسلامية.. كانوا يقولون إنهم يريدون الحرية.. والديمقراطية.. وليست تلك الرؤية التي يطرحها “داعش” الآن للبلاد.. هل تعتقد أن تقييمكم كان خاطئا…
الرئيس الأسد:
أنتم في الغرب وصفتموها حينذاك.. ولا يزال البعض يتحدث عن تلك الفترة بوصفها “فترة المظاهرات السلمية” وأنا أقول لك إنه خلال الأسابيع الأولى قتل العديد من رجال الشرطة.. لا أعتقد أنهم قتلوا بفعل الأمواج الصوتية للمتظاهرين.. وبالتالي.. فإن الحديث عن ذلك هو حديث خيالي.. علينا أن نتحدث عن الوقائع.. منذ البداية.. لم يكن المتظاهرون سلميين.. بعض الذين انضموا إلى تلك المظاهرات كانوا يريدون الديمقراطية.. هذا صحيح.. إلا ان هذه ليست هي الحالة العامة.. هذا أولا.
ثانيا.. تتحدثون عن خروج نحو 140 ألف متظاهر في يوم واحد في سائر أنحاء سورية.. لنقل إن الرقم بلغ المليون.. ذلك على فرض أنني أقلل من أعداد المتظاهرين.. وأنا لا أفعل ذلك.. لكن لنقل إنه كان هناك مليون متظاهر.. إن مليون متظاهر من أصل 24 مليون سوري هي نسبة لا يعتد بها.
إننا نحارب الإرهاب وندافع عن المدنيين
السؤال السادس..
في عام 2012 ذهبت إلى دوما.. وهي إحدى ضواحي دمشق.. كما تعرفون.. والتي تسيطر عليها المجموعات المسلحة.. وتحدثت إلى رجل هناك قال إنه انشق عن الجيش السوري.. وهنا أقتبس ما قاله “لقد هربت لأني لا أستطيع رؤية شعبي.. عائلتي السورية.. وهي تقتل على أيدينا”.. وكان يعني على أيدي القوات المسلحة السورية.. هل تعتقدون أن بعض أفعال الجيش السوري ساعدت في خلق الكابوس الذي تعانيه سورية الآن…
الرئيس الأسد:
إذا كنت تتحدث عن اتخاذ الصراع شكلا عسكريا فإن أي حرب هي حرب سيئة.. وفي كل حرب يسقط ضحايا مدنيون.. ولذلك فإن كل حرب هي حرب سيئة.. إذن.. لا تستطيع التحدث عن حرب حميدة من دون ضحايا.. ربما حدث ذلك.. لكنها لم تكن سياسة متبعة.. عندما تتحدث عن الحكومات.. ينبغي أن تتحدث عن السياسات.. وعن القرارات التي نتخذها على المستوى السياسي.. كما قلت فإننا نحارب الإرهاب.. وندافع عن المدنيين.. ونجري الحوار.. كما أننا لو كنا نحن من يقتل شعبنا.. كما يقولون.. كيف لنا أن نصمد لمدة أربع سنوات على فرض أن الشعب ضدنا.. والغرب ضدنا.. والدول الإقليمية ضدنا.. ومازلت في منصبي منذ أربع سنوات مع الحكومة والجيش والمؤسسات.. كل ذلك من دون الدعم الشعبي… هذا مستحيل.. هذا لا يمكن قبوله عقليا.
السؤال السابع..
عندما تتحدثون عن الإرهاب في مواجهة ما تمثلونه أنتم.. أقصد أنكم تعرفون الاتهامات التي وجهت إليكم بأنكم ركزتم نشاط قواتكم في السنوات الأخيرة ضد الأجزاء غير الجهادية من المعارضة المسلحة.. وإنكم حاولتم أن تقدموا للسوريين.. بشكل أساسي.. خيارا زائفا بينكم وبين أمثال القاعدة و”داعش”.. بمحاولتكم القضاء على المعتدلين.. ربما نجح ذلك كتكتيك سياسي.. أليس كذلك… هل هذا ما كنتم ترمون إليه…
2الرئيس الأسد:
في كل الأحوال فإن أوباما أجاب عن سؤالك عندما قال قبل بضعة أشهر إن انتظار.. أو الاعتماد على ما كانوا يسمونه معارضة معتدلة كان وهما.. كان ذلك مجرد حلم.. هذا هو الواقع.
السؤال الثامن..
مازالوا يحاولون بناء ما يسمونه معارضة معتدلة.. أليس كذلك… لكن هذه المرة لمحاربة “داعش”.
الرئيس الأسد:
لكنهم قالوا إن ذلك وهم.. هو قال إنه وهم.. وجميعنا نعلم أن ذلك وهم.. حتى في وسائل الإعلام الغربية.. يتحدثون عن أن مجموعات ومنظمات “داعش” و”النصرة” والقاعدة هي السائدة.. إذن ذلك لم يحدث فجأة.. من غير المنطقي ولا الواقعي التحول فجأة من الاعتدال إلى التطرف.. لدى كل هذه المنظمات الجذور نفسها.
السؤال التاسع..
لقد التقيت بعض المقاتلين الذين قالوا صراحة..”نحن لسنا متطرفين ولا ننتمي إلى القاعدة ولا إلى داعش”. وقالوا.. “إذا أتى داعش إلى هنا.. سيقتلنا”.. التقيت إحدى المجموعات العام الماضي في دمشق في الواقع.. قال لي أفرادها..”نريد بلدا شبيها بماليزيا أو تركيا”.. أعني أن هؤلاء ليسوا جهاديين ولا خطرين.. أليس كذلك…
الرئيس الأسد:
إذن.. لماذا تبخرت ما تسمى “المعارضة المعتدلة”… هذا هو السؤال.
السؤال العاشر..
البعض يقول لأنكم هاجمتموهم.. وقتلتموهم.
الرئيس الأسد:
ولماذا لم نهاجم المتطرفين من أمثال “داعش”…
السؤال الحادي عشر..
هذا هو سؤالي.. هل هاجمتم “داعش” بالقوة نفسها…
الرئيس الأسد:
وكأنك تقول إن الحكومة والرئيس يفعلون ما يتعارض مع مصالحهم.. وإننا نطلب من تنظيمي “داعش” و”النصرة” أن يهاجما قواعدنا العسكرية.. وقتل جنودنا.. وخطف مؤيدينا.. من أجل القضاء على المعارضة المعتدلة.. هل هذا واقعي… لا يمكن لأحد أن يقبل بهذا.
السؤال الثاني عشر..
لقد قضيت بعض الوقت على خطوط القتال مع جنود من الجيش السوري يصرون على أنهم وطنيون.. وأنهم لا يقتلون لمجرد القتل.. ولكني التقيت أيضا أشخاصا.. وهذا ما فعله العديد من الصحفيين الآخرين ونشطاء حقوق الإنسان.. ممن يقولون إنهم كابدوا الكثير على أيدي الجنود السوريين. من المؤكد أنه لا يمكن لجميع هؤلاء أن يكونوا كاذبين.
الرئيس الأسد:
وكيف تأكدت من ذلك…
السؤال الثالث عشر..
حسنا.. لأن هناك أدلة مهمة.. من “هيومن رايتس ووتش” على سبيل المثال التي قالت في 30 كانون الثاني من هذا العام.. إن القوات الموالية لـ بشار الأسد “هاجمت المدنيين بقسوة وتعمد في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة مستخدمة أسلحة لا تميز بين مقاتلين ومدنيين.. وخصوصا البراميل المتفجرة السيئة السمعة”.
الرئيس الأسد:
هذه قصص سخيفة يستمرون في ترديدها في الغرب.
ما دمت تتمتع بالدعم الشعبي فإن هذا يعني أنك تدافع عن الشعب
لسؤال الرابع عشر..
هل هي سخيفة…
الرئيس الأسد:
نعم.. وسأقول لك مرة أخرى.. إذا كان شخص يقف ضد شعبه وضد القوى الإقليمية والقوى الكبرى والغرب.. ورغم ذلك يستمر في البقاء.. كيف له أن يحقق ذلك… إذا قتلت الشعب السوري فهل سيؤيدك الشعب أم يتحول ضدك… ما دمت تتمتع بالدعم الشعبي فإن هذا يعني أنك تدافع عن الشعب.. إذا قتلتهم.. فإنهم سيتحولون ضدك.. هذا ما يقوله المنطق والحس السليم.
السؤال الخامس عشر..
ماذا بشأن البراميل المتفجرة… هل تنكرون أن قواتكم تستعملها…
الرئيس الأسد:
ما أعرفه عن الجيش هو أنه يستخدم الرصاص والصواريخ والقنابل.. لم أسمع عن جيش يستخدم البراميل أو ربما أواني الضغط المنزلية.
السؤال السادس عشر..
أعني البراميل الكبيرة والمقذوفات الملأى بالمتفجرات التي تسقطها المروحيات وتنفجر محدثة آثارا مدمرة.. هناك الكثير من الأدلة حول هذا.
الرئيس الأسد: هذه تسمى قنابل.. لدينا قنابل وصواريخ ورصاص.
عندما تطلق النار فإنك تصوب وعندما تصوب يكون تصويبك على الإرهابيين من أجل حماية المدنيين
السؤال السابع عشر..
لكنكم لا تنكرون أنه ضمن هذا التصنيف للقنابل هناك هذه البراميل المتفجرة.. وهي أسلحة لا تميز بين المقاتلين والمدنيين…
الرئيس الأسد:
لا.. ليست هناك أسلحة لا تميز بين مدني ومقاتل.. عندما تطلق النار فإنك تصوب.. وعندما تصوب يكون تصويبك على الإرهابيين من أجل حماية المدنيين.. مرة أخرى إذا كنت تتحدث عن سقوط ضحايا.. هكذا هي الحرب.. ليست هناك حرب من دون ضحايا.
السؤال الثامن عشر..
هناك دائما قتلى في الحروب.. كما أن المدنيين يقتلون أيضا.. إلا أن ثمة مسؤولية بموجب القانون الإنساني الدولي تقع على المتحاربين في أن يفعلوا كل ما في وسعهم لحماية المدنيين.. والاتهام الموجه للجيش السوري هو أنه باستخدامه البراميل المتفجرة.. وهي الأسلحة التي لا تميز بين مدني ومقاتل.. ومرة أخرى فقد تحدث مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا عن الخوف الدائم من البراميل المتفجرة.. فإن ذلك يعني أنكم لا تحترمون القانون الدولي الإنساني من خلال حمايتكم لشعبكم.. ما قولكم في ذلك…
الرئيس الأسد:
أولا.. لقد هوجمنا في دمشق وحلب.. هوجمنا من المجموعات المسلحة.. والعكس بالعكس.. إنهم يقصفون السوريين بقذائف الهاون.. وبالتالي علينا أن نرد وأن ندافع عن شعبنا.. هذا بدهي.
ثانيا.. مرة أخرى.. أنت تتحدث عن شخص.. عن حكومة.. تقتل شعبها.. وفي الوقت نفسه فإن الشعب يؤيد حكومته.. هذا متناقض وغير منطقي.. ما تنبغي الإجابة عنه هو كيف يمكن لك أن تقتل الناس وأن تحظى بدعمهم في الآن ذاته.
السؤال التاسع عشر..
لديكم بالطبع العديد من المؤيدين وسط شريحة من السوريين.. أما في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة.. فإنهم يتهمونكم بأنكم تستعملون أسلحة لا تميز بين المدنيين والمقاتلين. قد تكون قواتكم هاجمت مناطق فيها مجموعات مسلحة.. لكن لأن هناك مدنيين أيضا فقد قتل مدنيون.. وأنكم لو استعملتم أسلحة ليست عشوائية كالبراميل المتفجرة.. لما حدث مثل هذا الأمر.
الرئيس الأسد:
في الحرب.. يمكن أن تواجه كل أنواع الاتهامات.. ويمكن لكل طرف أن يحمل المسؤولية للأطراف الأخرى.. لكن ينبغي أن تتحدث عن الواقع.. والواقع يقول إن عائلات أولئك المقاتلين لجأت إلى الحكومة للحصول على ملاذ آمن وليس العكس.. يمكنك أن تذهب وترى الأماكن التي يعيشون فيها والجهات التي ترعاهم.. لو أننا نقتل المدنيين.. لهرب المدنيون إلى الطرف الآخر بدلا من أن يأتوا إلينا.
السؤال العشرون..
الآن.. إذا توقفتم عن استخدام البراميل المتفجرة.. وهذا يحدث.. ألا يساعد ذلك في تحسين وضعكم دوليا… هناك من يقول اليوم إنكم شريك محتمل في القتال ضد “داعش” وإنكم يمكن أن تكونوا جزءا من الحل.. لا جزءا من المشكلة.. وسيكون من السهل ببساطة أن تصدروا أوامر إلى قادتكم العسكريين بأن يتوقفوا عن مثل هذه الهجمات.. سيؤدي ذلك من دون شك إلى تحسين مكانتكم الدولية.. أليس كذلك…
الرئيس الأسد:
إذن.. الجزء الأول من سؤالك ينطوي على مطالبتنا بالتوقف عن أداء واجبنا في الدفاع عن شعبنا ضد الإرهابيين…
السؤال الحادي والعشرون..
إذن.. هذا استعمال مشروع للقوة…
الرئيس الأسد:
طبعا.
السؤال الثاني والعشرون..
بما في ذلك البراميل المتفجرة…
الرئيس الأسد:
ليست هناك براميل متفجرة.
السؤال الثالث والعشرون..
ليست لديكم براميل متفجرة على الإطلاق…
3الرئيس الأسد:
ليست لدينا براميل.. مرة أخرى.. يبدو الأمر كما لو كنت تتحدث عن أواني الضغط المنزلية.. ونحن لا نستعمل أدوات كهذه.. لدينا.. كما لدى أي جيش نظامي.. قنابل وصواريخ ورصاص.. الخ.. هذه قنابل.
السؤال الرابع والعشرون..
لقد تخليتم عن ترسانتكم من الأسلحة الكيميائية.. لكنكم تعلمون أن المنظمة الدولية التي تخلصت من تلك الأسلحة.. منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.. أدانت الأسبوع الماضي استخدام غاز الكلور هنا في سورية.. وقالت إن لديها درجة كبيرة من الثقة بأنه استخدم الصيف الماضي..من دون أن تحمل المسؤولية لأحد.. لكنها قالت في الوقت نفسه إن 32 من أصل 37 شخصا أجريت معهم مقابلات قالوا إنهم سمعوا أو رأوا مروحيات قرب القرية في الوقت نفسه الذي حدثت فيه الهجمات. الآن.. المجموعات المسلحة ليست لديها مروحيات.. بينما أنتم تمتلكونها. هل استخدمت تلك المروحيات غاز الكلور في هجماتها…
الرئيس الأسد:
غاز الكلور موجود في أي مصنع وأي منزل في سورية وفي كل مكان من العالم.. إنه ليس مادة عسكرية.
السؤال الخامس والعشرون..
لكن يمكن تحويله إلى مادة عسكرية.
الرئيس الأسد:
كل شيء يمكن تحويله إلى مادة عسكرية. هذا أولا…
السؤال السادس والعشرون..
هل تم تحويل غاز الكلور إلى مادة عسكرية…
الرئيس الأسد:
ثانيا.. إذا أردت استخدام الغاز كسلاح دمار شامل ينبغي أن تتحدث عن آلاف أو ربما عشرات آلاف الضحايا خلال ساعات قليلة. وهذا لم يحدث في سورية.
ثالثا.. يمكننا باستعمال أسلحتنا العادية…
السؤال السابع والعشرون..
حدث ذلك فعلا في آب من صيف عام 2013.
الرئيس الأسد:
من قام بالتحقق من الجهة التي استخدمت الغاز وضد من… من تحقق من الأعداد…
السؤال الثامن والعشرون..
لم تكن قواتكم مسؤولة عن ذلك الهجوم…
الرئيس الأسد:
لا.. بالتأكيد لا.. كنا قريبين منهم إلى درجة أن ذلك كان يمكن أن يلحق الضرر بنا.
ثانيا.. فإن أعداد الضحايا لم تكن كما بالغت فيها وسائل الإعلام.. إذن لم تكن أسلحة دمار شامل.. ولا يتعلق الأمر بالغاز.. كان شيئا ما لا نعرف ماهيته لأننا لم نكن موجودين في تلك المنطقة.
السؤال التاسع والعشرون..
إذن.. أنتم لا تستخدمون غاز الكلور…
الرئيس الأسد:
لا.. بالتأكيد لا.
السؤال الثلاثون..
فيما يتعلق بمحاربة “داعش” والقاعدة.. فقد قالت الولايات المتحدة وجهات أخرى إنكم لا يمكن أن تكونوا شريكا في هذه الحرب. هل تريدون أن تكونوا شريكا… هل تريدون أن تنضموا…
الرئيس الأسد:
شركاء مع من…
السؤال الحادي والثلاثون..
شركاء مع البلدان التي تهاجم “داعش” حاليا.
الرئيس الأسد:
هل تقصد التحالف…
لا نستطيع أن نكون في تحالف مع بلد يدعم الإرهاب
السؤال الثاني والثلاثون..
الأردنيون…
الرئيس الأسد:
لا.. بالتأكيد لا نستطيع فعل ذلك. ليست لدينا الإرادة.. ولا نرغب بذلك لسبب بسيط هو أننا لا نستطيع أن نكون في تحالف مع بلد يدعم الإرهاب.
السؤال الثالث والثلاثون..
أي بلد…
الرئيس الأسد:
نحن نحارب الإرهاب.. أما تلك البلدان التي يتكون منها التحالف.. أو معظمها فهي تدعم الإرهاب.
مصدر أيديولوجيا “داعش” وغيره من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة هو الوهابيون الذين تدعمهم العائلة المالكة السعودية.. والمجتمع في تلك المملكة أكثر ميلا لـ “داعش” ولقبول أيديولوجيتها
السؤال الرابع والثلاثون..
لقد وجهتم انتقادات قاسية جدا للسعوديين.. الآن.. يقول السعوديون إنهم ضد “داعش”.. إنهم يخشون “داعش” لأن ” داعش” لا ترغب بوجود عائلة مالكة في السعودية.. وبالتالي أليس من المنطقي أن يرغبوا بالقضاء على التنظيم… لماذا يمكن أن يدعموه…
الرئيس الأسد:
أولا.. إن مصدر أيديولوجيا “داعش” وغيره من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة هو الوهابيون الذين تدعمهم العائلة المالكة السعودية.. وهكذا.. فإن المهم ليس أن يقولوا إنهم يريدون هذا أو ذاك.. بل المهم هو ما يفعلونه.. المهم هو التدابير التي يتخذونها لإثبات صحة ما يقولون.
السؤال الخامس والثلاثون..
إذن أنتم تقولون إن السعوديين يتحملون درجة كبيرة من المسؤولية عن ظهور هذه الأيديولوجيات وهذه المجموعات المسلحة.
الرئيس الأسد:
بالتأكيد.. لا شك في ذلك.
السؤال السادس والثلاثون..
إذن.. لماذا قاموا باعتقال العديد من المتعاطفين مع القاعدة في السعودية نفسها…
الرئيس الأسد:
أعتقد لأنهم يعتقدون أن دورهم سيأتي يوما ما.. لأن المجتمع في تلك المملكة أكثر ميلا لـ “داعش” ولقبول أيديولوجيتها.. هذا هو السبب الحقيقي.
السؤال السابع والثلاثون.. دعنا نتحدث عن المواقف الأميركية. لا يزال تنحيكم عن السلطة سياسة رسمية في الولايات المتحدة.. لكن ثمة علامات على أن مواقفهم باتت أقل تشددا.. وزير الخارجية الأميركية جون كيري استبدل ذلك بقوله مؤخرا إن عليكم تغيير سياساتكم وإن الوقت قد حان ليضع الرئيس الأسد شعبه أولا.. وأن يفكر في التبعات. إذن.. هل يقدم لكم بذلك حبل نجاة… هل بات موقفه أقل تشددا… هل تعتقدون أنه بات ينظر إليكم الآن كجزء من الحل…
الرئيس الأسد:
أولا.. نحن لا نحيا من خلال الأميركيين.. بل نحيا فقط من خلال مواطنينا.. هكذا نحيا.. هذا أولا.. وبالتالي فإن هذا لا يشكل حبل نجاة بالنسبة لنا.
ثانيا.. يعتمد الأمر على ما يعنيه بالتغيير.. ما الكلمة التي استعملها…
المهم بالنسبة لنا هو أن نكون مستقلين ولن نكون دمى نعمل ضد مصالحنا
السؤال الثامن والثلاثون..
أن يضع شعبه أولا.. وأن يفكر في التبعات. ينظر إلى ذلك على أنه تخفيف من حدة اللهجة لأنهم في الماضي كانوا يقولون.. “أولا وقبل كل شيء.. على الأسد أن يرحل”.
الرئيس الأسد:
إذن.. ثانيا.. يعتمد الأمر على المقصود من تصريح كيري.. أو أي مسؤول آخر.. لأن الأمر لا يتعلق به كشخص.. بصرف النظر عما يقولونه فإن الأمر لا يعني أن نصبح دمى. ومهما قالوا فإن المهم بالنسبة لنا هو أن نكون مستقلين.. وأن نعمل من أجل مصلحتنا.. ومن أجل المصالح المشتركة للآخرين.. لكننا لن نكون دمى نعمل ضد مصالحنا من أجل مصالحهم. وبالتالي.. عليك أن تسألهم هم عما يقصدونه بذلك التصريح.
السؤال التاسع والثلاثون..
لكن لابد أنكم تكترثون لذلك.. فسورية معزولة جدا.. وتخضعون لعقوبات.. حيث لا يستطيع الناس استخدام بطاقات الائتمان وقد عزلتم عن جزء كبير من التجارة الدولية.. أقصد أنكم ترحبون بالتأكيد بوضع من شأنه أن يعيدكم إلى الأسرة الدولية بطريقة لم تعرفوها منذ عام 2011.
الرئيس الأسد:
نحن لسنا ضد التعاون مع أي بلد.. ولن نكون. لسنا نحن من بدأ هذا الصراع مع الآخرين.. هم بدؤوه. هم دعموا الإرهابيين وهم قدموا لهم مظلة.. الأمر لا يتعلق بعزلة سورية الآن.. بل بالحصار المفروض على الشعب السوري والمواطنين السوريين.. هذا يختلف عن العزلة.. الأمر مختلف تماما.
الأميركيون لا يتحدثون إلينا ولا نتحدث إليهم لأنهم لا يتحدثون لغير الإمعات
السؤال الأربعون..
هل تتحدثون إلى الأميركيين… هناك طائرات أميركية في الأجواء السورية طوال الوقت.. هل تنسقون لذلك…
الرئيس الأسد:
لا.. لأنهم لا يتحدثون لغير الإمعات.. وقد داسوا بسهولة على القانون الدولي فيما يتعلق بسيادتنا.. ولذلك فإنهم لا يتحدثون إلينا ولا نتحدث إليهم.
السؤال الحادي والأربعون..
لكني أتساءل لأن هناك قوات عسكرية أميركية في الأجواء السورية.. كما أن القوات الجوية السورية تعمل أيضا في الأجواء السورية.. ولم تحدث أي حوادث بين الطرفين.. لا يبدو أنه تم تبادل إطلاق النار.. ولم يتم إسقاط أي طائرات.. وهذا يوحي بالتأكيد بأن ثمة حديثا بين الطرفين هنا.
الرئيس الأسد:
هذا صحيح.. لكن مرة أخرى.. ليس هناك تعاون مباشر.
السؤال الثاني والأربعون..
مباشر… هل يحدث الأمر من خلال العراق… هذا ما يقوله البعض.
الرئيس الأسد:
من خلال أطراف ثالثة هناك أكثر من طرف.. هناك العراق وبلدان أخرى.. تقوم هذه الأطراف أحيانا بنقل الرسائل العامة.. لكن ليس هناك شيء على المستوى التكتيكي.
السؤال الثالث والأربعون..
إذن.. فهم لا يقولون لكم..”سنقصف الرقة الساعة العاشرة من مساء اليوم.. ولذلك لا تقتربوا من المنطقة…”.
الرئيس الأسد:
عرفنا بالحملة قبل بدايتها.. لكننا لم نعرف شيئا عن التفاصيل.
السؤال الرابع والأربعون..
وهل هناك حوار مستمر من خلال أطراف ثالثة…
الرئيس الأسد:
ليس هناك حوار.. هناك معلومات.. لكن ليس هناك حوار.
السؤال الخامس والأربعون..
هم يخبرونكم بأشياء…
الرئيس الأسد:
شيء من هذا القبيل.
السؤال السادس والأربعون..
وهل تخبرونهم أنتم بأشياء…
الرئيس الأسد:
لا.
عندما نقوم بشيء على أراضينا فإننا لا نسأل أحدا ولا نخبر أحدا بل نفعل ما نريد أن نفعله
السؤال السابع والأربعون..
وما البلدان الأخرى غير العراق…
الرئيس الأسد:
عندما نقوم بشيء على أراضينا.. فإننا لا نسأل أحدا ولا نخبر أحدا.. بل نفعل ما نريد أن نفعله.
السؤال الثامن والأربعون..
لا تقولون مثلا..”انتبهوا.. إذا رأيتم مروحيات سورية فوق منطقة معينة في ساعة معينة.. فلا تسقطوها…”.
الرئيس الأسد:
لا.. ليس هناك تعاون تكتيكي أو تعاون من خلال أطراف ثالثة إلى هذا الحد.
السؤال التاسع والأربعون..
هل يعود قصف “داعش” على حكومتكم بالفائدة… من المؤكد أن وزير الدفاع الأميركي السابق تشاك هيغل قال إن الضربات الجوية كانت مفيدة لكم.. ثم استقال بعد ذلك بوقت قصير.. هل تشعرون بدرجة أكبر من الأمان بسبب حقيقة أن الأميركيين يساعدونكم في التخلص من أعدائكم…
الرئيس الأسد:
هذا السؤال يتناقض مع سؤالك الأول عندما قلت إننا ندعم “داعش” للتخلص من المعتدلين.. إذا كنا ضد “داعش” فإننا لا ندعم “داعش”.
وهكذا فإن سؤالك هذا هو الأكثر واقعية. وجوابي هو نعم.. هناك بعض الفائدة لو كان أكثر جدية وفعالية وكفاءة.. بينما هو ليس كذلك.
في معظم المناطق التي نحيط بها ونهاجمها هناك مسلحون فقط
السؤال الخمسون..
هل يمكن أن نتحدث قليلا عن الوضع الإنساني… تمثل أحد التكتيكات العسكرية الفعالة التي استخدمها الجيش السوري في عزل المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة وتجويعها فعليا.. إلا ان ذلك أدى أيضا إلى تجويع المدنيين.. وهذا أيضا مخالف لقوانين الحرب.. أعني تجويع المدنيين.
الرئيس الأسد:
هذا غير صحيح.. لأنه في معظم المناطق التي سيطرت عليها المجموعات المسلحة.. فإن المدنيين هربوا إلى مناطقنا.. وهكذا.. ففي معظم المناطق التي نحيط بها ونهاجمها هناك مسلحون فقط.
السؤال الحادي والخمسون..
ربما أتوا إلى مناطقكم ليس لرغبتهم بذلك.. بل لأن مناطقهم تتعرض لقصف عنيف.. لقد ذهبت إلى بعض ضواحي دمشق التي تتناقض بشكل صارخ مع المركز من حيث ان الأنقاض ترتفع أحيانا عشرين مترا. وهكذا.. ليس من المستغرب أن يرغب الناس بالخروج منها.
الرئيس الأسد:
لا.. هذا ليس واقعيا لأن رد فعل أي شخص.. أو رد فعل الأسر والسكان هو الهروب من أي منطقة يتوقعون حدوث صراع فيها.. إنهم يهربون من تلك المناطق لأنهم يتوقعون نشوب القتال بين الجيش والمسلحين.. يهربون من تلك المناطق ويأتون إلى الحكومة.
السؤال الثاني والخمسون..
إلا أن حكومتكم وضعت قيودا على وصول الأدوية إلى المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة. إليزابيث هوف.. ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية.. قالت نهاية العام الماضي إن الحكومة السورية تفرض قيودا على المواد المرسلة إلى المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة.. هل تقرون بأن المدنيين الذين يعيشون في تلك المناطق يواجهون المشاكل…
لرئيس الأسد:
أنت تعرف مدينة الرقة الشمالية التي استولت عليه “جبهة النصرة” أولا.. ومن ثم استولى عليها “داعش”…
السؤال الثالث والخمسون..
نعم.
الرئيس الأسد:
هل تعرف أننا مازلنا حتى هذه اللحظة نرسل لمواطنينا هناك الأغذية.. والأدوية وكل شيء. إذن.. كيف يمكن أن نفعل ذلك في أي منطقة أخرى في سورية…
السؤال الرابع والخمسون..
فاليري اموس.. مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وجهت في تصريح لمجلس الأمن نهاية كانون الثاني من هذا العام انتقادات قاسية جدا لـ “داعش” وتنظيمات أخرى بسبب ما تفعله.. لكنها قالت أيضا إن الحكومة.. التي تلقت العام الماضي 16 طلبا لعبور قوافل المساعدات.. ثماني قوافل إلى الغوطة الشرقية قرب دمشق.. وافقت على أربع منها بينما ظلت الاثنتا عشرة قافلة الأخرى “من دون رد.. أو منعت.. أو فرضت عليها شروط لا يمكن تحقيقها”. وهكذا.. فبالنسبة لهم.. ذلك يعني أن الحكومة السورية تمنع وصول قوافل المساعدات إلى المدنيين في تلك المناطق.
الرئيس الأسد:
هذه المناطق نفسها تقصف دمشق يوميا.. هي المناطق نفسها التي تتحدث عنها.. كيف لنا أن نمنع عنها الغذاء في حين لا نستطيع أن نمنع وصول الأسلحة إليها…
السؤال الخامس والخمسون..
هل تقصد أنهم ينبغي أن يدخلوا الأغذية بأنفسهم بدلا من إدخال القذائف…
الرئيس الأسد:
لا.. أعني إذا كنا نستطيع منع الغذاء من الوصول إلى تلك المناطق.. أفلا نستطيع منع وصول الأسلحة إليها… كيف لنا أن نسمح بعبور الأسلحة إليها…
السؤال السادس والخمسون..
لا أعرف كيف تديرون هذه الحرب.. لكن ما قلته هو أن الأمم المتحدة تقول…
الرئيس الأسد:
نعم.. هذا ما سألتك إياه.. أنا أشير فقط إلى التناقضات الموجودة في تصريحاتهم.. فإذا كنت تستطيع منع الغذاء من الوصول إليهم.. فإنك تستطيع منع السلاح أيضا.. ومن المؤكد أن الأولوية بالنسبة لنا كحكومة هو منع وصول الأسلحة.
السؤال السابع والخمسون..
إذن.. إذا عانى المدنيون نتيجة لغياب تلك القوافل.. فإن ذلك يشكل.. بالنسبة لكم أضرارا جانبية لا يمكن تحاشيها…
الرئيس الأسد:
لا.. نحن نتحدث عن تصريحات غير واقعية وغير موضوعية.. لا نستطيع مناقشتها على أنها وقائع.. كما تعلم.. فإن هذا جزء من الحرب الدعائية ضد سورية على مدى السنوات الأربع الماضية.
وهكذا.. فكلما قالت اموس أو أي مسؤول آخر أو منظمة أخرى شيئا ضدنا.. فإن ذلك لا يعني أنه صحيح.. علينا التحقق مما يقولونه وما إذا كان جزءا من الحملة الدعائية.. وما إذا كان مسيسا.. الخ…
السؤال الثامن والخمسون..
هل ترى في نفسك الناجي الأكبر بين زعماء الشرق الأوسط الآن… الرئيس أوباما طالبكم بالتنحي منذ عام 2011 وفي عام 2013 ظهرت تقارير عديدة تشير إلى أنكم هربتم إلى سفينة حربية روسية في المتوسط.. لكنكم لا تزالون هنا.. وأسرتكم لا تزال هنا.. عندما تنظر إلى الماضي.. هل تعتقد أن الحظ حالفكم ونجوتم…
5الرئيس الأسد:
لا.. ولسبب واحد هو أن الأمر لم يكن متعلقا بي وبنجاتي.. بل بسورية.. كان الأمر يتعلق بالإرهاب وبتغيير الدولة والرئيس لأن الدولة لا تعجبهم أو الرئيس لا يعجبهم ولأن سياسات الدولة والرئيس لا تعجبهم.. هذا بيت القصيد.. المسألة ليست شخصية.. لكنهم يريدون شخصنتها كي يربطوا كل شيء بالرئيس.
طبقا للدستور وطبقا لأخلاقيات العمل فإن من واجبي حماية بلادي عندما تتعرض لهجوم وهذا ما أفعله
السؤال التاسع والخمسون..
لكن يا له من ثمن.. لقد دمرت سورية.. وهناك مئات آلاف القتلى. لقد كنتم أنتم القائد ولذلك ينبغي أن تتحملوا مسؤولية القائد عن بعض ما حدث.
الرئيس الأسد:
نعم.. طبقا للدستور وطبقا لأخلاقيات العمل.. فإن من واجبي حماية بلادي عندما تتعرض لهجوم.. لا أن أهرب.. وهذا ما أفعله.
السؤال الستون:
تحدثت إلى مدرسة من القابون.. وهي منطقة تسيطر عليها المجموعات المسلحة بعد أن تعرضت مدرستها للقصف.. وقالت إن القصف يأتي من جانب الجيش السوري.. وأضافت إن من مسؤوليات الرئيس إبقاء الأطفال خارج هذه الحرب.. له أن يحارب الإرهابيين.. لكن ما الذي فعله الأطفال ليستحقوا هذا… ليست لديهم أسلحة.. لقد تحدثت عن الطرفين.. لكنها قالت إن على الرئيس أن يوقف قصف المدارس.. ما رسالتك لها…
الرئيس الأسد:
واقعيا.. ما الهدف من قصف المدارس… لماذا تقوم حكومة بقصف مدرسة… ما الذي نكسبه من ذلك…
السؤال الحادي والستون..
هل قمتم بقصف المدارس…
الرئيس الأسد:
لماذا نفعل ذلك… لا.. بالتأكيد لا.. لا مصلحة لنا في ذلك.. دع جانبا الواجب والأخلاق وتحدث واقعيا.. ما الهدف الذي يحققه أي جيش عندما يقصف مدرسة…
السؤال الثاني والستون..
هل تنكرون أي…
الرئيس الأسد:
سيترتب على الحكومة أن تدفع المال لإعادة بناء المدرسة.. مازلنا ندفع لصيانة المدارس المدمرة.. كيف يمكن أن نقصف المدارس… لماذا قد يرغب أي شخص بقتل التلاميذ والأطفال… ما الذي نجنيه من ذلك…
السؤال الثالث والستون..
إذن.. تقول إن تلك المدرسة لم تكن محقة…
الرئيس الأسد:
مرة أخرى.. ثمة فرق بين سقوط قتلى خلال الحرب.. لأن كل حرب في العالم لها هذا الثمن.. وبين استهداف المدارس.. ثمة فرق كبير.. من المستحيل استهداف المدارس.
السؤال الرابع والستون..
ما الذي يؤرقك ليلا…
الرئيس الأسد:
ما الذي يؤرقني ليلا… هناك العديد من الأسباب التي قد تؤثر في أي إنسان.. إنها الحياة.. قد يكون السبب شخصيا وقد يكون له علاقة بالعمل.
السؤال الخامس والستون..
هل يتعلق الأمر بعملك…
الرئيس الأسد:
قد يكون العمل.. وقد يكون الأمر شخصيا كما يحدث لأي شخص.. فأنا إنسان في المحصلة.. وأي شيء يؤثر في أي إنسان يمكن أن يؤثر في.. فأنا أتأثر بالعوامل نفسها.
السؤال السادس والستون..
هل فكرتم في أولئك القتلى.. وشعرتم أو فهمتم الألم الذي تشعر به أسرهم وآلام الأشخاص الذين قتلوا أو جرحوا…
الرئيس الأسد:
هذا أمر نعيشه يوميا.. سواء كان هؤلاء من المعارضة.. من الجانب الآخر.. أو من المؤيدين.. فإننا نعيشه باستمرار.. نحن بشر.. ونعيش مع مسألة سقوط الضحايا والقضايا المتعلقة بالموت بشكل يومي.. هناك أسر فقدت أحبتها.. أنا شخصيا فقدت أفرادا من عائلتي وأصدقاء لي وأشخاصا عملت معهم.. هذا شيء نعيشه يوميا وبألم.
السؤال السابع والستون..
الرئيس الأسد.. شكرا جزيلا لك.
الرئيس الأسد:
شكرا لك.
التاريخ - 2015-02-10 10:08 PM المشاهدات 866
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا