السويداء- معين حمد العماطوري شكلت العاصفة البيئية الحاملة في غيومها المطر والبردة والثلوج على أعلى مرتفعات الجبال وفي بعض المدن من السويداء، حالة من القلق لدى الأهالي على قوتهم وحياتهم من البرد الشديد، ذلك لأن الحكومة العتيدة لم تستطع تأمين مستلزمات المواجهة لتلك العاصفة من محروقات تدفئة، بل شهد المشفى الوطني بالسويداء حالات إسعافية نتيجة لمضاعفات موجة البرد القاسية، ولكن ثمة سؤال خلال أيام البرد الشديد وهذا المنخفض القطبي الحامل في مضامينه المطر المحمل بالأسئلة والتساؤلات العديدة....إن هذا العام شهد تحول في الطبيعة المناخية بحيث سالت الأودية والأنهار والروافد وهذا ما لم تشهده محافظة السويداء منذ عقود، ولكن ثمة سؤال هل العاصفة الثلجية وتغيراتها المناخية والبيئية أثرت سلباً أم إيجاباً على الحياة الاجتماعية؟...إذ بدأنا نشهد تحولات في المشهد الاجتماعي ما لم تحمد عقباه...وربما السؤال الأهم لدى أصحاب النفوذ والراي وقادة المجتمع الذين باتوا يجلسون في قصورهم العاجية مع التخلي على النواظم والثوابت الإنسانية والاجتماعية والتاريخية... لعلنا ما نشهده من تغيير مناخي وقوة العاصفة الثلجية المطرية أثرت على المكان وأهله بحيث أثارت غضب الشارع على توفر مستلزمات الحياة اليومية وتطاولت على منظومة العادات والتقاليد للتأثير عليها، واعتبر المطالبة بقوت الناس وعيشهم وحماية ابنائهم من البرد هو مخالفة قانونية لأن شرعنة التهريب بات واضحة على الملا ...والمازوت المهرب والمخالف في الشوارع وامام اعين الجهات المعنية والمسؤولية تحمل للأضعف فقط، يعني المسؤول عن تأمين المحروقات وهي وزارة النفط والثروة المعدنية تحمل المسؤولية لمدير المحروقات بالسويداء وليس لمقامها الموقر، لأن مدير المحروقات يملك صلاحية استجرار الكميات التي يريد من الوزارة، دون حواجز التعقيدات الإدارية والموافقات بالقلم الأخضر... ولعل موجة ترحيل المسؤوليات باتت شرعة من شرائع هذا العصر والأوان ....فحين نشاهد تخلل في بنية التركيب الاجتماعي نتيجة عدم التوافق بين المرجعيات، وهذا يتطلب موقف ثابت من كافة فئات المجتمع أما أن يتم الاتفاق أو ....لأن المجتمع قادر على إفراز قيادته دون خوف ولا وجل... والسويداء ولادة كما أنجبت الأبطال والأتقياء لعمري هي قادرة على توليد تلك الطاقات جديدة.. ولكن أن يتم خلخلة وزعزعة البنية التركيبية الاجتماعية بيدهم ونحن نراهم ولا نتكلم فهذا الاستهتار الواضح بثقافة وتاريخ المجتمع... وإذا كانت موجة الثلج والصقيع قد جمدت العروق من البرد فأجزم أنها لا تستطيع أن تجمد الحس الانتمائي... أخيراً إذا كانت المرجعيات بتنوعها لا تستطيع ان تتخذ قراراً وتقف عنده، وهي تعمل على إخماد التعبير والحوار، فهل يبقى المجتمع صامتاً والخراب البنيوي في صفوفنا قائم...يبدو أن لعنة الفراعنة سوف تلحق بهذا الجيل إن لم يتخذ موقفاً ....ام نقول كما قال نزار قباني بقصيدته:عذرا فيروز ومعذرة أجراس العودة لن تقرعخازوق دق بأسفلنا من شرم الشيخ الى سعسعالمدفع يحتاج الى اصبع والاصبع مشغولاً ومنهمكاً في دبر الناس له مرتعاقول قولي هذا ونحن نعيش حالة من التخبط ......وفهكم كفاية


التاريخ - 2019-03-05 12:49 PM المشاهدات 882
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا