تساؤلات ....ولكن...في شارع السويداء السويداء- معين حمد العماطوري شكلت الأحداث الجارية من خطف وقتل وسرقة في وضح النهار داخل السويداء، تساؤلات عديدة أهمها كيف يمكن للمجموعة خارجة عن القانون أن يعث فساداً بالأرض، وامام أعين الجهات المعنية ولا تستطيع أي جهة أن تأخذ دورها في تطبيق القانون، وقد تسببت ذلك بالقلق والتوتر لدى العديد من الأوساط الاجتماعية والفئات وهذا القلق بدأ يجتاح معظم مناطق وقرى السويداء غير مقتصر على المدينة فقط، لا بل تسلل الخوف والرعب نهاراً قبل الليل وذلك مع ترافق الفلتان الأمني الحاصل وغياب دور القانون، وضعف أداء المؤسسات الحكومية وترهل المرجعيات بأنواعها المختلفة، بحيث بات المسيطر على الساحة مجموعة خارجة عن القانون، إذا ما بحثت في ماهيتها تراها تحمل تغطية من جهات متنوعة والشارع في السويداء يطرح أسئلة متعددة ... سأورد رأيين كنموذج وليس بالضرورة ان اتفق معهم او اختلف وهي نسبية بالاختلاف والاتلاف، على ما حدث مؤخراً في مدينة صلخد كحالة خروج عن القانون: فقد كتب الكاتب والباحث نبيه محمود السعدي على صفحته ضمن مواقع التواصل الاجتماعي يقول: كنّا نتمنّى ألاّ يفعلوها!!قامت مجموعة قوات شيخ الكرامة فجر اليوم 25/5/2019، بإعدام أشخاص ثلاثة، في ساحة صلخد.. بتهمة "الخيانة"، وقد صدر الحكم عن الجهة المنفّذة!!مع التقدير لمعظم أفعال وتصرّفات رجال الكرامة، وهم فصيل مختلف، وكونهم من أكبر التجمّعات المسلّحة في المحافظة، لا سيّما وأن معظمهم ملتزمون دينيا، فإنّ قوّات شيخ الكرامة أوقعوهم في مهوار، قد تمنّاه لهم الكثيرون من أعدائهم، أيّا كانوا، سواء من الحاقدين أو من المغرّر بهم....لقد التزم رجال الكرامة بهدفهم وسبب وجودهم، وهو "الدفاع عن الأرض والعرض"، ومهما كانت نسبة نجاحهم في تطبيق هذا الهدف، وهي بالتأكيد لا تصل إلى الكمال، فموقفهم من السلطة كان عدائيا في ظاهر الأمر، مع أنّه لم يكن كذلك في بداية تشكيل هذا الفصيل... وما حقّق الجزء الكبير من شعبيّتهم، هو ابتعادهم عن القتل والتشبيح، إلاّ في تصدّيهم لعدوّ خارجي، حاول الاعتداء على المحافظة، تماما كما فعلوا في مواجهة الدواعش، في 25 من شهر تموز في العام المنصرم، وضحّوا بالعديد من الشهداء.أمّا وقد التبست الأمور بين رجال الكرامة وبين قوّات شيخ الكرامة، المتشكّل حديثا في العام المنصرم، والذين وضعوا أقدامهم على الطريق الخاطئ، بوصفهم كيانا مستقلّا، له سلطاته القضائية والتنفيذية المنفصلة عن الدولة، مهما كانت نظرتهم لهذه الدولة، فهو في كلّ الأحوال أمر لا يصبّ في مصلحتهم، كما لا يتلاءم مطلقا مع إرادة جميع أبناء المحافظة بكافّة شرائحهم ومذاهبهم.. وهذا ما يجعلني أقول: وقعوا في الفخّ بإرادتهم، أو ربّما أوقعونا جميعا في الفخّ!ومن جهة أخرى إذا كانت قوات شيخ الكرامة تنظر إلى هذا الفعل، على أنّه مسألة داخلية، تخصّ أعضاء الجماعة دون غيرهم، حيث القتيل والقتلة منهم، لكنّ حكم الإعدام لا يجوز صدوره إلاّ عن محاكم قضائية مختصّة، وبعد تحقيقات يقوم بها محقّقون حقوقيون مختصّون. وبما أنّ رجال الكرامة وقوات شيخ الكرامة جلّهم وربّما كلّهم من رجال الدين، فكان الواجب والمنتظر منهم تطبيق ما يوجبه مذهب التوحيد على أبنائه، في معاقبة المرتدّين والمخالفين لقواعد العدالة الاجتماعية، والتي تقول: {- فمن كان من أهل نسبكم وظهرت منه إحدى هذه الخلال (أي صفات الخروج على المذهب والمجتمع)، فاعتبوه وعظوه، وإن تمادى على سننه فلوموه وعنفوه، وإن طال به السَّفه واللَّدد فاهجروه، وإن دام على غيِّه، فتبرؤوا منه وأبعدوه}.وهناك تساؤل ممنوع!!.... إنّ ما حدث في صلخد فجر اليوم، يسيء إلى الحكومة وأجهزتها الأمنية قبل كلّ شيء، بل ويرسم في الأذهان إشارة استفهام أكبر من جبل القليب: أين هي الحكومة؟!....وما حدث من غياب الأجهزة الأمنية، وتغافلها عن ذكر الحادث، والتنديد بالفاعلين على الأقلّ، يشير إلى أنّ الفاعلين كانوا على حقّ، عندما قالوا: لم نرجع إلى الحكومة وأجهزتها ومؤسّساتها القضائية في مقتل أحد أفرادنا، فقمنا بالاقتصاص من الفاعلين بأيدينا، وعلى مرأى من جميع الناس، بسبب عدم وجود حكومة بالأصل!وهنا نتساءل: كيف توجد الحكومة في كلّ ما فيه مصلحة لها، بينما هي غائبة عن تنفيذ مهمّاتها الأمنية تجاه الفرد والمجتمع؟!...كيف نترجم هذه المعادلة غير المنطقية!!لماذا تريد الحكومة دفعنا نحو ما لا نحبّ ولا نريد.. بأنّ غيابها مقصود، وغير منبعث من عجز، أو غفلة!! وإذا كان غيابها مقصودا، فما هو الغرض من ذلك؟! / انتهى قول السعدي/.وهناك رأي للسيد تيسير حمزة عبر صفحته يقول: من المعيب ان يصل مستوى غياب السلطة الى هذا الحد ومن المؤسف ان يسود قانون الغاب في ارجاء السويداء والدولة تتفرج....من يحمي المواطن الذي يطالب الدولة بحمايته ولا تستجيب... كيف تكون الدولة موجودة والاجهزة الامنية المكلفة بأمن المحافظة تغيب عن الاحداث الامنية مع العلم ان الدولة تعرف وطالبها كل المواطنين الشرفاء ان تفرض وجودها بالقوة في كل انحاء السويداء ......اسئلة برسم الجهات الامنية... ومع التأكيد ان ابناء السويداء يرفضون المساس بهيبة الدولة ويؤكدون وطنيتهم ودعمهم لجيشهم في كل المواقف.../أنتهى رأي تيسير حمزة/.هناك اسئلة أخرى يجمع أهالي السويداء عليها منها أن القانون هو سيد الأحكام، وأنهم مع بسط الدولة وهيبتها وتحت مظلة الجيش العربي السوري، دون العودة للغطاء الاجتماعي، ومتى كانت دولة كي تبسط هيبتها تحتاج إلى غطاء اجتماعي؟...هل باتت مؤسسات القانون بعيدة كل البعد حتى يتم الخطف والقتل والمحاسبة الميدانية كما حدث أمس في صلخد وقبلها في ساحة المشنقة بالسويداء، وقبلها وقبلها ؟...يقول أحد الكتاب من السويداء / إذا سقط الوطن كلنا مذنبون/ والسؤال اليوم من هو البريء إذاً؟...أسئلة ولكن.. يطرحها الشارع في السويداء ويترك القرار لأصحاب القرار...


التاريخ - 2019-05-27 10:01 PM المشاهدات 459
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا