بمجرد إطلاق صافرة نهاية مباراة منتخبنا الكروي الأول أمام نظيره الإيراني والتي انتهت بفوز المنتخب الإيراني بخمسة أهداف دون رد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمجموعة واسعة من الآراء التي حاولت أن تجد سببا لهذه الخسارة الكبيرة وحاولت أن تضع النقاط على الحروف فقال البعض أن مشكلة المنتخب إدارية بحتة وقال البعض الآخر أن اللوم يقع على لاعبي المنتخب الذين ارتكبوا أخطاء ساذجة بالجملة لكن طيفا واسعا من الآراء رأى أن المتسبب الأوحد في الخسارة هو مدرب المنتخب الكابتن فجر ابراهيم محاولين استغلال عدم تمتع الرجل برضى الشارع الكروي.هذه الآراء رغم الاحترام الكامل لأصحابها إلا أنها جانبت الحقيقة وابتعدت عن الصواب وهي إلى حد بعيد حاولت تقزيم مشاكل المنتخب واختصارها بهوية المدرب علما أن التجارب السابقة تؤكد أن المشكلة ليست في شخص المدرب بدليل الفشل الذي سجله سلف الكابتن فجر ابراهيم وهو الألماني بيرند شتانغيه.طبعا إلقاء اللوم على مدرب المنتخب في الخسارة المدوية التي تلقاها المنتخب تعني بشكل أو بآخر خدمة مصلحة اتحاد كرة القدم وإبعاده عن أي مسؤولية أو شبهات بارتكابه أخطاء فادحة أدت بالمنتخب إلى هذا التراجع والتقهقر على الصعيد الفني ليس أولها اختيار مباريات ودية خاطئة لناحية التوقيت وطبيعة المنافس وليس آخرها التدخل في عمل الجهاز الفني للمنتخب وفرض بعض الأسماء على كادر المنتخب أو تحريم استدعاء بعض الأسماء في المرحلة الحالية ولاسيما من عناصر المنتخب الأولمبي.وفقا لما سبق فمن السطحي جدا القول بأن مشكلة منتخبنا محصورة في هوية مدربه وأن إقالة الكابتن فجر هي الحل لكل ما يعانيه نسور قاسيون.لسنا في موقف الدفاع عن مدرب المنتخب وكل ما بعنينا هو مصلحة رجال كرتنا وهذا يفرض علينا تقييم الأمور بشفافية وهذه الأخيرة تدفعنا للتأكيد بأن مشكلة منتخبنا تكمن في اتحاد الكرة وليست في مدرب المنتخب ذلك أن هذا الاتحاد هو الذي يخطط وينفذ وهو الذي يفرض بعض الخيارات وبالتالي لا يوفر أي من متطلبات النجاح لأي كادر فني مهما علا شأنه وبلغت شهرته وإمكاناته،والمشكلة أن الاتحاد قد يحاول التظاهر باتخاذ إجراءات لتغيير واقع المنتخب كأن تتم إقالة الكادر الفني والإداري للمنتخب لكن مثل هذا الإجراء لن يغير شيئا بواقع المنتخب على الإطلاق.لايختلف اثنان على أن مباراة منتخبنا الكروي الأول الأخيرة أمام نظيره الإيراني التي أقيمت يوم الخميس الفائت قد أدخلت متابعي وعشاق المنتخب في نفق ممتلئ بالتساؤلات والمخاوف التي فرضها الأداء الضعيف للمنتخب،ولا يختلف اثنان أيضا أن الجهاز الفني للمنتخب بات في موقف محرج بعد سلسلة الأخطاء التي ارتكبها لاعبو منتخبنا خلال مباراة إيران.قد يقول قائل بأن العذر فيما قدمه المنتخب أمام نظيره الإيراني موجود ويتمثل في سلسلة الغيابات التي ضربت جميع صفوف المنتخب ولا سيما الخط الخلفي ولكن الحقيقة تقول أيضا أن الأمر لا يرتبط بالغيابات فقط وإنما يرتبط باختيارات مدرب المنتخب الكابتن فجر ابراهيم فيما يتعلق بانتقاء طريقة اللعب وتوظيف اللاعبين.منتخبنا يعاني بشكل كبير في خط الدفاع وحتى اللحظة ومنذ منافسات الدور الحاسم من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا الفائت لا يوجد في تشكيلة المنتخب سوى مدافعين اثنين يمكن الاعتماد عليهما هما عمرو ميداني وأحمد الصالح وفيما عدا ذلك فبقية الأسماء لا يمكن الاعتماد عليها حتى للعب دور البديل.في خط الوسط أيضا يوجد لدى المنتخب مشاكل كبيرة عندما يتعلق الأمر بلاعبي الارتكاز الدفاعي على اعتبار أن تامر حج محمد يعاني من بطئ شديد وأن زاهر ميداني يعاني من إصابات متكررة وأن خالد المبيض ليس لاعب ارتكاز دفاعي بالمعنى الحرفي بينما لا يتمتع الشاب مازن العيس بالخبرة الدولية اللازمة التي تمكنه من اللعب في مباراة بحجم مباراة إيران حتى وإن كانت ودية بينما يمكن القول أن الكادر الفني والإداري لمنتخبنا هو من خلق لنفسه مشاكل عديدة فيما يتعلق بلاعبي الوسط ذوي المهام الهجومية ذلك أن هذا الكادر هو من يعجز عن حل مشكلة النجم عمر خريبي بشكل نهائي من خلال استبعاده نهائيا وإيجاد بديل له أو من خلال إلزامه بمعسكرات المنتخب ومبارياته الودية والرسمية،هذا عدا عن أن كادر المنتخب هو من تجاهل اللاعبين أياز عثمان ويوسف قلفا ولم يقم باستدعائهم لمواجهتي إيران وأوزبكستان وبالتأكيد ولطالما أن مشكلة المنتخب كبيرة في خط الوسط فمن الطبيعي ألا يمول هذا الخط مهاجمي المنتخب بشكل سليم وألا ينجح بقطع هجمات المنتخب المنافس.كل هذه المشاكل الفنية يعانيها المنتخب قبل أسابيع قليلة من انطلاق التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال (قطر ٢٠٢٢) وإلى كأس آسيا (الصين ٢٠٢٣) والسؤال حاليا يتركز على قدرة الجهاز الفني لناحية علاج كل هذه المشاكل والثغرات قبل انطلاق مشوار التصفيات الذي سيكون صعبا بشكل أكيد ولاسيما مع وجود احتمال لهبوط تصنيف المنتخب من المستوى الثاني إلى الثالث علما أن بقاء المنتخب في المستوى الثاني لن يلغي فرضية خوض تصفيات صعبة جدا على المنتخب في دور المجموعات.مدرب المنتخب لم يطلق أبدا عملية الإحلال والتجديد وهو يحاول استدعاء العناصر الجاهزة فقط بغض النظر عن عمر بعض اللاعبين ما يؤكد ضيق الوقت المتاح أمام كادر المنتخب والسؤال الآن : كيف سيتم معالجة كل هذه الثغرات قبل انطلاق التصفيات في الشهر التاسع ؟!.
التاريخ - 2019-06-10 7:56 AM المشاهدات 781
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا