شبكة سورية الحدث


ذاكرة تموز إحياء لقيم محمد في جامع وكنيسة وما بينهما عيسى

ذاكرة تموز إحياء لقيم محمد في جامع وكنيسة وما بينهما عيسى
السويداء – معين حمد العماطوريإحياء لذكرى الخامس والعشرين من تموز والذي بات يوم الكرامة يوم الفزعة ويوم النخوة، فيه تلاحم الجيش والشعب والقيادة، هو تموز الشهر الذي استقبلناه هذا العام بفرح الناجحين بالشهادتين، وهو الشهر الموسوم بأيام الكرامة والعزة والبطولة، وهو الألم الذي يدمي القلوب على فقد الشهداء الشباب، وهو الشهر الذي شكل منعطفاً بتاريخ السجل الوطني السوري...حينما حاول الدواعش في خلسة من الليل الداكن محاولة الدخول إلى قرى المقرن الشرقي، فكان أهازيج الرجولة المتضمنة حماية الأرض والعرض...تعلو وتردد : / عيبٍ علينا إن ما حمينا ترابها /فكانت المرأة بزغرودتها ... والشاب بنخوته...والشيخ بعمامته، ورجال الشمس أبطال الجيش العربي السوري يزمجرون لدحرهم...وكان يوم الخامس والعشرين من تموز يوم الكرامة....يوم تميز بأمرين الأول دحرهم خلال ساعات...ثانياً تعليق مشانقهم...ومن خلالها تم تعديل خارطة السياسة الإقليمية في المنطقة...إذا هذا الشهر هو الشهر التحولات في المنظومة والإرادة والواقع والصمود، بفضل الثالوث الجيش والشعب والقائد...الرحمة لأرواح الشهداء الأبطال التي تعلو أرواحهم في سماء الوطن، ومن زرعوا فينا ثمار الانتصار والكرامة ليكونوا لنا قدوة اليوم التاريخي والمشهد الوطني المعنون بيوم الكرامة الذي قال عنهم الشاعر قحطان بيرقدار عضو اتحاد الكتاب العرب فقال: لم يبقَ شعر، لا ، ولا شعراء هذا الزمان نجومه الشهداءليسوا مجازاً، فالحقيقة كلها ميدانهم، وهم لها الأمراءوهم القوافي الراسخات كأنها أوتاد هذه الارض وهي سماءحرفين كانت ابجدية مجدهم         دال وميم، والرؤى حمراء فكان الفعل امتداد ما بين الماضي والحاضر فشكل الموقف الوطني في ذاكرة المجتمع أحداثاً ووقائع يندى لها الجبين حباً وكرامة، وعزة وفخار، بمواقف أهلنا الأفذاذ...والواقعة التاريخية تتلخص برجل مسيحي يأبى إلا أن يلقب بأبي محمد... ومحمد يمنح المقعد المخصص له لعيسى، وموسى يهدي مقعده الدراسي لأبن قريته... الوطنية والموقف تمثلت في تجسيد قيم ومثل هؤلاء، ولكن ثمة السؤال ما الحكاية؟وقبل سرد الواقعة لابد بالاعتراف لمن تسبب هذه المقال ومنحني شرف تدوينها وهو الاستاذ المحامي وسيم عز الدين امين عام المحافظة بالسويداء الذي سرد ذلك بعيون دامعة ونهدة عتب تاريخية على الزمن الحاضر...حينما عاد الثوار عام 1936 من منفاهم بوادي السرحان، منحت الحكومة الوطنية مقاعد في مدرسة التجهيز بدمشق التي كانت يومها من أهم المدارس التعليمية للذين كانوا بالمنفى، من زعماء واركان الثورة...، فما كان من المجاهد البطل محمد باشا عز الدين إلا أن يقدم مقعده إلا من هو الأحق والأجدر بالدراسة ووقع الاختيار على شاب ارتبط بالمعاناة والفقر في حياته وكان عنوان الانتماء، وهو القاضي والشاعر الأديب المترجم عيسى عصفور، الذي بدوره أراد أن يرد جميل محمد باشا عز الدين بأن يلقب باسمه واعداً نفسه وأهله حينما يتخرج ويتروج وينجب طفلاً سوف يكون اسمه /محمد/ ويعمد في الكنيسة، وحدث ذلك فعلاً...فما كان من المجاهد محمد باشا عز الدين إلا أن شكل وفداً وذهب إلى الاستاذ عيسى عصفور طالباً تعديل اسم ابنه لأنه سوف يعيش بحالة من التناقض بين واقعه واسمه، لبى عيسى عصفور طلب الباشا عز الدين مشروطاً أن ينادى طوال حياته بلقب أبي محمد....ورحل الأديب والشاعر عيسى عصفور وأهل الجبل وأصدقائه ومحبيه يخاطبونه بأبي محمد رغم اسمه نجله الأول /فؤاد/.أما الواقعة الثانية فقد جاء عبد الكريم نصر إلى عقلة بيك القطامي الذي انتخب نائباً عن جبل العرب وهو أحد الثوار الميامين الذي قيل فيه/ قالها سلطان ونفذها عقلة/ اي حينما طرح شعار الثورة سلطان باشا الأطرش قال: /الدين لله والوطن للجميع/ وكان المثال الواقعي عقلة بيك القطامي.وبالعودة للحدث فقد طلب عبد الكريم نصر من عقلة بيك القطامي أن يساعده في منح ولده مقعداً للدراسة في التجهيز...ووعده بذلك...وحينما ذهب إلى التجهيز وجد اسم موسى عقلة القطامي، فقال له لم أجد اسم ولدي يا بيك...أجابه هناك ملحق يا صديقي...ذهب عقلة بيك بنفسه إلى دمشق وألغى اسم ولده موسى ووضع بدلاً عنه ابن عبد الكريم نصر دون علم بذلك لأحد...  وبعد ... ونحن نعيش ذكرى أحداث 25 تموز يوم الكرامة والعزة ألا يحق أن نستذكر هؤلاء ماضياً بما قدموه لنا من مآثر وقيم وأخلاق....واليوم نستذكر ما فعله شهداء تموز الذين جاؤوا بأجراس الكنائس والجوامع وحداء الخلوات ....ورأينا عمامة الشيخ وعباءة الزعيم ومباركة أمام الجامع والمطران في قرانا الشرقية ودموعهم سالت على فقد الشهداء ...ونخوتهم وصلت لكل صاحب ضمير وطني حينما علقوا شباب الوطن دواعش الظلم والارهاب على مشانق التاريخ...أقول ذلك والتحية لجيشنا وقيادتنا ونخوة أهلنا المرابض حامين الحمى ..وستبقى ثقافتنا هي الانتماء للوطن بحماية الأرض والعرض ...عشتم وعاشت سورية والنصر آت آت إن شاء الله...
التاريخ - 2019-07-25 3:45 PM المشاهدات 1754

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا