سورية الحدث _ معين حمد العماطوري تعتبر قرية رامي بين قرى جبل العرب ظاهرةً اجتماعيةً تتميز بالتكافل الاجتماعي والحرص على تنمية روح الشباب، بحيث استطاع أهلها استثمار الموارد البشرية والطبيعية، من خلال الطاقة الشبابية وعمل مكونها الإنساني والاجتماعي على التنمية الاقتصادية، والدارس عن كثب طبيعة هذا المجتمع يشعر أنها تنقسم إلى مرحلتين من الزمن، الاولى وهي السبعينيات القرن الماضي بحيث اهتم أهلها في الاغتراب مع التحصين بشهادات علمية بسيطة ربما اكثرها المرحلة الإعدادية، وصب جم الاهتمام بالاستثمار ومواكبة سوق العمل الاقتصادي في دول الاغتراب، أما المرحلة الثانية وتنحصر في تسعينيات وبداية القرن الجاري، بحيث انحصر التحصيل العلمي لغاية الثانوية، ولكن هذه المرحلة تميزت بالعلم من خلال تشجيع الآباء للأبناء بالتحصيل العلمي العالي، وتشكيل كوادر علمية من مختلف الاختصاصات العلمية من الهندسة والطب والحقوق والاقتصاد وغيرها، ليأتي جيل الشباب الحالي ويضفي على الاستثمار الاقتصادي والتنموي استثماراً جديداً في تفعيل دوره بالتنمية الفكرية والثقافية، وفي الآوانة الأخيرة شهدت قرية رامي تطوراً ملحوظاً بمستوى التعليم وشكل المتوسط السنوي للشهادات الثانوية ما بين 30 الى 40 شهادة، وعدد من الخريجين عدا الشهادات العلمية العليا من اساتذة جامعات واختصاصات متفرقة ما بين 15 الى 20، وبعد ان تصدرت هذه القرية المطلة على البادية والمتاخمة لها، واستطاعت التحصين والدفاع وصد مختلف الاعمال الارهابية خلال الازمة التي مرت بها البلاد، خاصة في أحداث 25 تموز المعروف بيوم الكرامة في جبل العرب أو في سورية حيث استطاع المجتمع الأهلي أن يصد هجوم داعش في خلسة من الليل ودحر أكثر من 130 إرهابي وعلقت مشانقهم في شوارع السويداء رغم ما يملكونه من أحدث الأسلحة ومجهزين نفسياً للهجوم الليلي، والمجتمع الأهلي لم يكن يحسب لذلك الهجوم من حساب، بحيث دخل بحجة الضيف ذلك لوجود عناصر بدوية متعاملة من البادية وهي معروفة من ابناء القرية منذ زمن، ولكن ما يميز الإرهاب الغدر والجبانة والخيانة، وبالتالي قدمت هذه القرية أكثر من 25 شهيد من شبابها الأكفاء الميامين، وأطلق عليها أم الشهداء، الأمر الذي دفع بشبابها ونخبها الثقافية العمل على تأسيس شركة سوا للتنمية لتكون هذه الشركة المساهمة نواة عملها الرد على التكفير بالتفكير التنموي، وخاصة لطاقة الشباب المتفوق...لعل ثقافة العلاقة المجتمعية في العائلة الواحدة فرض التميز والتنافس الشريف بين أفرادها، شجع روح التكافل الاجتماعي ورسخ التلاحم بين أفراد القرية بالمساهمة في إحياء وإذكاء روح الشهادة للشهداء بشهادات علمية جديدة من المتفوقين في الثانوية والخريجين من الجامعات والذين نالوا الدراسات العليا فأقامت حفلاً تكريمياً حضره أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بالسويداء اللواء فوزات شقير، واللواء عامر العشي محافظ السويداء ورئيس مجلس المحافظة م. رسمي العيسمي وأعضاء مجلس المحافظة ومدير فرع جامعة دمشق بالسويداء الاستاذ الدكتور منصور حديفي وعدد من المسؤولين في الدولة والحزب وفعاليات الشعبية واجتماعية ودينية في قرية رامي وكان الحفل للطلاب الخريجين والحاصلين على شهادتي التعليم الثانوي والأساسي لدورتي ٢٠١٨ و ٢٠١٩، ولكن الاهم هذا التكريم حمل رسالة مفادها ارادوها تكفيراً ونعلنها تفكيراً، بحيث شمل التكريم ٢٤ خريج وخريجة في مختلف الاختصاصات الجامعية والدراسات العليا، كما شمل التكريم ٣٦ من الحاصلين على الشهادة الثانوية دورة عام ٢٠١٧/٢٠١٨ والحاصلين على الشهادة الثانوية للعام الحالي والبالغ عددهم ٣٧ طالب وطالبة منهم المقيمين ومنهم في دول الاغتراب، كما تم تكريم ٣٦ طالباً وطالبة الحاصلين على شهادة التعليم الأساسي دورة عام ٢٠١٨ إضافة إلى ٥٣٠ طالباً وطالبة دورة العام ٢٠١٩، بكلفة تجاوزت ثلاثة ملايين ونصف ليرة سورية.وشكل الدافع للتحفيز والتشجيع على التنافس الشريف، إزاحة الستارة عن لوحة الشرف للمتفوقين، بحيث عبرت تلك النتائج عن بوادر خير تثبت قوة الشعب السوري واهتمامه بالعلم ونشر ثقافة شعب يحب الحياة ويدافع عن وطنه بالعلم والمعرفة. الجدير بالذكر أن المكرمين والحضور لفت اكتافهم علم الجمهورية العربية السورية تعبيراً حقيقياً على أن مواصلة العلم والمعرفة هي أهم دروب تحصين الوطن وحمايته والتماهي مع ما حققه الجيش العربي السوري البطل من انتصار مجسدين أنه تحقق بفضل الثالوث المقدس الجيش والشعب والقائد.
التاريخ - 2019-09-16 8:15 AM المشاهدات 1851
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا