فيما يبدو انقسام واضح في القرار السياسي الأمريكي حول الملف النووي الإيراني وجه أعضاء الجمهوريين في الكونغرس الأميركي المشككين في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، الاثنين تحذيرا إلى طهران مفاده أن أي اتفاق مع باراك أوباما لن يصبح دائما إلا بموافقة الكونغرس، قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء مهلة التوصل إلى تسوية سياسية.
وفي رسالة مفتوحة إلى “قادة الجمهورية الإسلامية في إيران”، حذر 47 من 54 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ الإيرانيين أن الكونغرس يملك وحده سلطة رفع العقوبات المفروضة على إيران والتي صدرت على شكل قوانين في الأعوام الماضية.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست أن الخطوة الجمهورية هي بمثابة “جهد منحاز يهدف إلى أضعاف قدرة الرئيس على قيادة السياسة الخارجية”، مؤكدا أن الجمهوريين يحاولون مجددا “تقويض المفاوضات” الدولية بين مجموعة الدول الست الكبرى وإيران.
في الوقت نفسه، أعلنت الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية جون كيري سيلتقي مجددا نظيره الإيراني محمد جواد ظريف يوم الأحد 15 آذار في لوزان السويسرية في إطار جولة تفاوض جديدة.
وكتب النواب “لفت انتباهنا، عبر رصد مفاوضاتكم النووية مع حكومتنا، انه يمكن إلا تكونوا قد فهمتم بالكامل نظامنا الدستوري”.
ويعارض الجمهوريون والعديد من الديموقراطيين الاتفاق الذي ترتسم ملامحه بين مجموعة خمسة زائد واحد (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) وايران. وعمد هؤلاء إلى رفع السقف في محاولة لإفشال هذه المفاوضات، وطالب بعضهم بالتفكيك الكامل للبنية التحتية لتخصيب اليورانيوم “.
وشدد الجمهوريون على انه إذا كان اوباما يملك سلطة تعليق العقوبات الأميركية على إيران عبر إصدار مرسوم، فان “الرئيس المقبل قد يبطل اتفاقا تنفيذيا من هذا النوع بجرة قلم كما أن أعضاء الكونغرس الجدد قادرون على تعديل شروطه في أي وقت”.
وأوضح الموقعون أن ولاية اوباما تنتهي في كانون الثاني العام 2017 “في حين أن كثيرين منا باقون في مناصبهم لفترة أطول من ذلك، وربما لعقود”.
وتتخذ هذه الرسالة الموجهة إلى قادة أجانب طابعا استثنائيا. وعلق السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارو عبر موقع تويتر “بالنسبة الى اجنبي، فان واشنطن مليئة بالمفاجات”.
وتعكس الرسالة التوتر المتنامي بين إدارة اوباما والجمهوريين الذين يهيمنون على الكونغرس منذ كانون الثاني.
وفي تحد للبيت الأبيض الأسبوع الفائت، دعا هؤلاء رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى القاء خطاب أمام مجلسي الكونغرس خصص بالكامل لإيران وقاطعه عشرات من النواب الديموقراطيين.
وقال السناتور توم كوتون الذي يقف وراء الرسالة عبر قناة فوكس نيوز “لا نعلم المضمون النهائي للاتفاق، لكننا نعلم بان مستشارة الرئيس للأمن القومي سوزان رايس سبق أن أعلنت أن إيران ستمتلك قدرة مهمة على تخصيب اليورانيوم”.
وفي الثاني من اذار ، اعتبرت رايس ان امكان تخلي طهران عن قدرة تخصيب اليورانيوم “ليس امرا واقعيا ولا قابلا للتطبيق”.
ولفت كوتون ايضا الى شائعة مفادها ان مدة الاتفاق ستكون عشرة اعوام، وقال “هاتان النقطتان وحدهما تجعلان الاتفاق مرفوضا وخطيرا على الولايات المتحدة والعالم”.
التاريخ - 2015-03-10 12:16 AM المشاهدات 820
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا