الكاتب والباحث والمربي الفاضل قاسم وهب في ذمة الله

السويداء- معين حمد العماطوري شيعت السويداء اليوم الباحث والكاتب المربي الفاضل الاستاذ قاسم وهب عن عمر ناهز الثامن والسبعين عاماً، في قريته "عنز" بحضور مهيب من فئات المجتمع المتنوعة ونخب الثقافية والعلمية والجهات التربوية. وبإضاءة خاطفة عنه هو الباحث والمحقّق والمؤرّخ أثرى المكتبة العربية بعشرات الأعمال التراثية التي حقّقها ونشرت في دمشق وبيروت والقاهرة وأبو ظبي ولندن وغيرها من العواصم العربية والأجنبية. وله أبحاث ومداخلات في العديد من الندوات العربية والدولية. قام بتحقيق ودراسة أدب الرحلة العربي والأدب الجغرافي بصورة عامة، واشتغل على أعمال النهضويين العرب بمكانة أساسية في اهتمامه البحثي. وقد سبق أن قدم عشرات الأعمال الأدبية والجغرافية ككتاب «التنبيه والاشراف» للمسعودي، و«زهر الآداب وثمر الألباب» لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحصري، وكتاب «عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء» لإبن أبي أصيبعة. و«رحلة الغرناطي»، و«رحلة سليم بسترس»، و«رحلة أحمد فارس الشدياق»، «رحلة فرنسيس المراش إلى فرنسا» المسمّاة «رحلة باريس». و«رحلة الامير فخر الدين المعني إلى إيطاليا». وصدر له كتاب فريد من نوعه تحت عنوان «على خطى ابن خلدون في دمشق»، وفيه يعيد الباحث والمؤرّخ المعاصر كتابة سيرة العلاّمة ابن خلدون في دمشق بطريق شيّقة، فيعيد إحياء المكان الدمشقي خلال واقعة الاجتياح التتري، وصورة العلاّمة المغربي ودوره التاريخي كشاهد على محنة مدينة دمشق في ذلك العصر المظلم. كما قدم ضمن موسوعة الجبل مجلدين بعنوان /حكاية الأمس صور ومشاهد من حياة الناس، والمجلد الثاني حصاد الأيام في المتداول من امثال وأقوال العوام/وبين شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ "حمود الحناوي" أن قاسم وهب لازمه على مقعد واحد في دار المعلمين وكان الراحل معلم قبل أن يصبح معلماً، وباحثاً قبل أن يصبح باحثاً، ما تميز عن أقرانه بالعطاء المتجدد والعقل التنويري...كلما فقدنا علماً من أعلام الثقافة والفكر والأدب فإننا نفتقد ركناً من أركان الوطن الحامل لعبق الماضي، فالراحل الذي ترك إرثاً كبيراً في التربية والتعليم وجوائز إبداعية عديدة، ومؤلفات أثرى المكتبة العربية بها، هو اليوم يرحل جسداً ويبقى في ذاكرتنا قيماً ومآثر ...الرحمة لروحك أيها الكبير ونم قرير العين بين الصديقين والمحبين للعلم والمعرفة..