هوشعنا في اﻻعالي مبارك اﻵتي باسم الربشعنينة مباركة سأسمح للطفل داخلي أن ينهض اليوم بقوة ، أن يسارع إلى السهل، إلى أقرب رقّة من بيتنا في الجنوب الغربي من قريتنا ، أن يحضر منها شقائق النعمان )الدحنون) بكل ألوانها النهدي ، الزهر، الأبيض، والأحمر .أن يعود مسرعا ليرتدي قميصاً وبنطالاً أزرقين كانت خالتي قد جلبتهما معها من لبنان، مازالا أجمل هدية وصلتني في عمري كله .وأن يذهب الطفل الذي نهض اليوم إلى الكنيسة مع شقيقاته وبنات عمه وأولاد الجيران. يسبقنا كثيرون من الحارة الشمالية.يا إلهي هذه كنيسة مار الياس عامرة بالأحبة ،الكاهن يستعد للشعانين ،المرنمون كثر خالي عمي وعرابي.ها هو جدي بقامته الباسقة بعصاه يمسك كتاب الصلاة .وها هي الشعانين سيدة الفرح وأجمل أيام العام ، ها هي الطفولة في قرية كان كل ما فيها نقياً .وهأنذا أنتظر عودة الراعي من المرعى وهو يهش على غنماته بعصاه،ويسارع لتحديد دروب الماعز وهو يوزعها حسب الحارات من ساحة المطحنة باتجاه الشمال أو إلى الغرب،لا أقوى على تركه وحيداً لا بد من أن أسارع إلى مساعدته، أغبطه على عصاه لا أحد يقدر على الراعي مادامت عصاه بيده، حتى الذئاب تخشاه.


التاريخ - 2017-04-08 1:48 PM المشاهدات 803
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا