حاصرني الموتُ من كلِ حدبٍ وصوب ولم يبقى لدي سوى ذاكرةٌ مصابةٌ بالسعال ، تستذكرُ الفرح بصوتها المشحون بالألم ، كم حاولتُ أن أسقيها حليب اللامبالاة ولكنها مصابةٌ بتخمة الحنين ، ربما أحزمُ أمتعة الخيال وأنجو بما بقي لي من نفسي ، بعد أن كفروا بإنسانيتي المهدور دمها على بكارةِ التاريخ ، أنا ابن العاصي الذي مشى بعكس النبض على مجرى الحروف وكان العصيَّ على الجلاوذةِ الغلاظ ، أنا ابن بردى الذي روى كل من غرفةَ غُرفةً بيده دون أن يقرأهم تراتيل الغفران في صوت الملائكةِ ، أنا وأنتِ وكلَ هؤلاء الذين تشكلت جيناتُ عشقهم من ياسمين الحارات العتيقة ، من زقاق الروح تم إعتقالُ الفرح هذا المستنقع الممتلئ بي تنكيلاً تتقيئه حروفي بكامل البرد ورعشة القلمِ تفتضح صقيع الروح ، فقبل أن تلتفَ الساقُ بالساقِ سيكون نصيبنا إلى الغُربةِ أن نُساق ، تحتاجُ ضمائرنا لكمٍ هائلٍ من الأرق حتى تستيقظ ...سأقامرُ بآخر ورقةٍ احتفظُ بها في خزينة الصدر ، كنتُ أحتفظُ بها للقاء حبيبتي ، ولكن مانفع اللقاء إذا كنتُ أفقدُ نفسي وأبحثُ عني ولا أجدني
التاريخ - 2017-09-18 11:16 PM المشاهدات 577
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا