في روايتي بدايتي ليست ككل البدايات في روايتي إهداء لأرواح ذهبت منها الحياة في روايتي لم أضع خاتمة فأبعدتها عن كل النهايات في روايتي أتيت بحسناء من عالم الجنيات مسكنها مغارة دانيال فرافقها سحرها الجذاب مصقولة الجسم كبانة تشبه بلقيس الراويات ساحرة العين مكحلة من احتراق قلوب باتت رماد وفمها متوهج الجمر فكل من دنى منه قد مات وشعر كليل ولي كالعباب أيقظتها من غفوة دهور لطالما بحث عنها الحكماء وقلت امضي إلى كل حالم وتعرفي إلى للحياة فمشت بأرجل مصقولة كتحفة لم يمسها انس ولا جان وفتحت لها أبواب الغابة الصماء فأول خطاها كالحباب فوق الشراب وأول رمش لمح جنيات في حضن الذئاب جفلت ومضت وسالت اهذه حقيقة أم سراب ووصلت واحة فيها كحل فيه بتآكل شعره وشاب فارتمت بقربه مطمئنة الفؤاد كرة ملتهبة تلامسته فأيقضت فيه الشباب ففتح عيناه مزمجرة برغبة رجولة نسيها الزمان ارتجفت وابتعدت بومضة عين وتعب من أحيى الأموات ثم مضت بأرجل مدمية من الأشواك ووصلت إلى امرأة لبست ثوب الحداد ودنت منها بلهفة عطشى لأنس تلم فيه الشتات وقالت اسقيني فانا لم اشرب أبدا من نبع الحياة ويا ويلها من امرأة ضحكت كمومس في العراء وأمسكت يدها واقتادت بها إلى أبشع باب وقالت لها هذه جنة لك تسكن فيها كل الحوريات فأجفلت حسنائي من هول ما سمعت من ضحكات تراءت لها بشاعة حياة مجون خلف هذا الباب فمضت مازنة خائفة تبحث عن ملاذ في غابة ساكنة ميلاء ونادت أهناك منقذ لحسناء عذراء فسمعت قهقهة مرعبة أتت من حية رقطاء لا تخافين ممن يرقص في العراء بل من قلوب مقفولة تغريك بمتاهات الغرام ومن أيادي تمسك في جوفها فهر لامع تخاله مرجان فلا مكان لنابل تلف حوله خيانة قابوس بهيئة الخيال ولا تعتلي بروج بنيت من أنانية الرجال فكل حالم بحسنك اهلك أنوثتك في سراديب المحال فارجعي لسرير جنتك وتلحفي بجبروت الزمان فأنت أسطورة خرافية لم يجدها إنسان واستفاقت حسنائي خائبة لتمشي فوق بحور بلا شطان وترجع إلى ليل حالك فيه استقر سناها الظمآن ومازلت أنظرها بلوعة ولم أجد لروايتي نهاية بها تصان فزنرتها بإكليل بنفسج يستدل به كل عاشق ولهان لم يلق في حياته حسناواتي لا في اليقظة ولا الاحلام"شاعرة سورية
التاريخ - 2017-09-30 5:32 PM المشاهدات 1846
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا