شبكة سورية الحدث


عمر أبو ريشة وأحمد شوقي

عمر أبو ريشة وأحمد شوقي
محطة اليوم الشعرية ستكون مع الشاعرين «عمر أبو ريشة وأحمد شوقي»..ولد أبو ريشة في شمال سورية وتلقى تعليمه في حلب وبيروت ثم في بريطانيا حيث درس الكيمياء الصناعية ويذكر انه منذ طفولته أحب الشعر لأن عائلته بالمجمل تميل إلى هذا المفرز الأدبي الأنيق.أحب أبو ريشة الجمال أين وجد في المرأة والشجر وبهاء النصر وسال فيض عشقه للجمال في قصائده كأطياف القزح ,فباح بما يهوى، إلا أن الوطن من استفزه حين دخل الفرنسيون دمشق على جسد ميسلون وقائدها يوسف العظمة..حينها ثقلت أنفاسه وأصبحت أشعاره مثل اللهب وهكذا استمرت قصائده توغل في عمق القضايا الوطنية حتى استطاع مع غيره من الشرفاء على صعيد الشعر والمقاومة معاً أن يمتدوا كعبق نور وصرخة حق من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق حتى جاء النصر وهزم المستعمر الفرنسي الذي غادر سورية وقد خابت مساعيه التي اجتهد عليها مع بريطانيا طويلاً، وقد رسمت الدولتان مستوى أحلامهما في خرائط وهمية تمزق المنطقة العربية بناء على معاهدة سايكس بيكو التي مازلنا نعاني ليومنا هذا من آثارها الشائنة.. في يوم الاستقلال العظيم نهض الشعر عملاقاً من جديد ملوحاً ببشائر العيد الذي أخمد جذوة الحقد العقيم، وأنار مشاعل الجلاء العظيم فكانت قصيدة أبي ريشة توثق ببلاغة الحروف وبهاء الشعر المنيع حالة الفرح الذي ساد البلاد عشية عيد الجلاء المجيد فقال:ياعروس المجد تيهي واسحبي / في مغانينا ذيول الشهب/ لن تري حفنة رمل فوقها / لم تعطر بدما حر أبي.أما ما ترجمه شعراء تلك المرحلة من رفاق أبي ريشة فكان بالمجمل يدور حول مواجعنا التي أدمت القلوب والأجساد والمقل وكان منهم الشاعر المصري أحمد شوقي الذي سار في مواكب الشعر الوطني فأهدانا قصيدته اللامية في ميسلون التي تقول:سأذكر ما حييت جدار قبر /بظاهر جلق ركب الرمالا/مقيم ما أقامت ميسلون /يذكر مصرع الأسد الشبالا /لقد أوحى إلي بما شجاني /كما توحي القبور إلى الثكالىليبقى السؤال, أين التوثيق التاريخي لأحداث سورية على مدى سبع سنوات؟ أين الشعر الذي يشعل داخلنا حنيناً ولهيباً ..أينه ليرسل للأجيال قصائد بمفردات أنيقة متوازنة مع طبيعة الحدث فيها روح وبوح وحكاية..اليوم بعض الشعراء ممن لا شعر يثب عالياً في قصائدهم ولا دسم الكلام بما تنوح اللغة منه وتتكسر القوافي والموسيقا ويلطم التاريخ وجنتيه عتباً وحزناً أليماً خاصة حين تصطف كلمات شاردة لا معنى لها ولا هدف بناء، وأتساءل هنا: وهل هذا الشعر تم تصنيعه لنصفق نحن ونقول إنه الشعر الفخيم الذي يحفز الهمم ويعلي شأن الأمم؟, لا.. لن يكون ذلكوفي متابعة قسرية بما تمليه اللهفات وطبيعة المجريات يمتد السؤال ليصبح وأين الدراما الواعية الناضجة الملهمة المبدعة الموثقة ما استطاعت لما شهدته البلاد من نائبات؟.ليتفرع هنا ألف سؤال عن مفهوم ثقافة الأزمات والحروب وهل تكفي أغنية باهتة للإيضاح أو فيلماً مختزلاً للتوثيق الحقيقي لحرب كادت أن تلتهم البلاد بكل حضارتها والأمجاد وتفني العباد بدءاً من الأطفال إلى النساء والمسنين والرجال. وأقول بكل وجع: لا ..وأرى هنا أنه على مثقفي الأمة عدم إهمال تسجيل وقائع الحرب من الألف إلى الياء ولا يكفي مسرحية ما, أو أغنية طرب، رغم أهميتهما في استجرار الفرح إلى نفوسنا الكئيبة بل يجب استنهاض همم الشاب إلى الجد والعطاء وإحياء الوطن. وأعتقد أن هناك محاولات مؤخراً وليدة لكننا نريدها قوية كقوة صمود سورية ..عظيمة كعظمتها بناءة بما يكفي لصناعة ما يسمى عالمياً أدب الحروب والأزمات .
التاريخ - 2017-10-14 1:31 PM المشاهدات 1193

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا