قبل الشعارات ، كيف ينصر النواب القدس ... الدكتور أنور الموسى

قبل الشعارات، كيف ينصر النواب القدس؟!بقلم د. أنور الموسىمن يصغ إلى خطب النواب العرب في عدد من الدول العربية، يظن أن تحرير القدس على الأبواب، وقريب جدا كلمحة البصر... لكن الكلام شيء، والواقع شيء آخر... وتبقى الشعارات مجرد شعارات ساهمت منذ النكبة بتضييع القدس وكل فلسطين! كلامي القاسي هذا، لا يستثني أحدا، ولا يرمي إلى إهانة أحد، بقدر ما يرمي إلى الحث على الدعم الفعلي للقدس المغتصبة! فمن يحب القدس، يحترم شعبها اللاجئ والمظلوم... فيذهب إلى المخيمات ويقدم يد العون للفقراء الذين يموتون من الجوع أو المرض... ومن يرغب في نصرة القدس، لا يحاصر الفلسطيني ويمنعه من السفر إلى بلده، أو يرفض تشغيله لأنه من فلسطين... ومن يحترم القدس لا يمنع الفلسطيني من التملك، حتى لو غرفة واحدة تحت حجة منع التوطين.. ومن يحب القدس، لا يبني سياجا يحاصر أهل القدس في مخيمات تفتقد إلى مقومات الحياة...! ومن يحترم القدس لا يساعد على تحريض إعلامه على أبناء القدس... او يستغل بعضهم في الحروب العبثية بين العرب... ومن يريد تحرير القدس، عليه أن يعزز صمود المقدسيين، ويرمم معالم القدس الأثرية والمقدسات المسيحية والإسلامية... بدلا من أن يتركها تتاكل أو تصادر او تبلى وتباع... من يحب القدس، فليحب ناسها ويطببهم ويقدم لهم المنح التعليمية والاعفاءات... من يحب القدس، فليطفئ الحروب العبثية بين الإخوة... بدلا من ان يشعلها ويؤججها... من يحب القدس، فليقدم المليارات إلى الشعب الصامد، بدل بعثرتها واهدائها إلى جيوب ترامب او بوتن او المستعمر الفرنسي السابق او الكاذب البريطاني... او حتى الصهيوني! من يحب القدس فليخرس عن التطبيع اي الخيانة... وليكف عن طلب دعم الصهاينة في حروبه ضد إخوته...من يحب القدس... فليفعل بدلا من أن يثرثر... فليرسل السلاح إلى الشعب الصامد بدل حصاره وقمعه واعتقاله... من يحب القدس، فليساهم في وقف الانقسام بدل اشعاله وتأجيجه... من يحب القدس، فليضرب مصالح اميركا واسرائيل في كل مكان...من يحب القدس، فليتوقف عن الإرهاب او دعمه، وليتعلم أولا أصول الدين وليوجه سلاحه ضد إسرائيل بدل العرب.. حين نتعلم تلك المبادئ، ونشعر بصدق افعال ذوي الشعارات... نصدق أن للقدس انصارا وحماة...وغير هذا... هراء وكذب وشعارات... وفي الخلاصة، القدس تحتاج إلى دم صاف وقلب طاهر وفكر سليم... وإلا ستنهب وسينهب معها كل تراب العرب، واعراض العرب، وشرف العرب... اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد...!بروفسور لبناني