شبكة سورية الحدث


كتب الشاعر وليد عبد الصمد عن الوسط الثقافي والأخلاق

كتب الشاعر وليد عبد الصمد عن الوسط الثقافي والأخلاق
الوسط الثقافي والأخلاقبقلم الشاعر وليد عبد الصمدشاعرة جديدة تلج الوسط الثقافي مذخرة بكتابي شعر لها.تساهم في بعض الأمسية حضوراً ومشاركة، غير عابئة بالشهرة والإنتشار لإعتزازها بما حققته من نجاح في العائلة والعلم والوظيفة والمركز الإجتماعي.وفي أحد الأيام يقدم لها عرض سخي من أحدى الشاعرات المتواجدات في هذا الوسط منذ فترة كبير، ويتضمن هذا العرض المساعدة في الإنتشار عبر المقابلات الصحفية والإعلامية والمشاركة في أمسيات شعرية في بعض المنتديات التي لم تتعرف عليها بعد، كل ذلك لقاء بدل مادي ليس بالقليل.هذه الشاعرة الجديدة في الوسط، منعتها عزة نفسها وأخلاقها من قبول هكذا عرض، وأيضاً فضح هذا العمل وأصحابه، لكنها بات حذرة جداً بالتعاطي مع هذا الوسط.فهل هكذا تكون الثقافة؟وهل هكذا يكون التشجيع والمساعدة؟وماذا على هذه الشاعرة فعله؟وماذا نحن فاعلون؟اكد لي أحد الشعراء انه لا يستعطي احدا للمشاركة بأمسية شعرية، فإذ به يبادر رئيس أحد المنتديات بالسؤال عن إمكانية احيائه الأمسية المقبلة، ليأتي الجواب بأن الموسم مكتمل ولعل في الموسم المقبل.وبعد ايام معدودة واثناء زيارتي لصديق خاص، ارى من شرفة المنزل ذلك الشاعر وزوجته (التي ترتدي ثيابا مثيرة اكثر مما تعودنا) يدخلون مبنى قريب، واكتشف ان رئيس ذاك المنتدى يقطن هناك. سهروا وشربوا واكلوا ورقصوا، وفي اليوم التالي ابلغ عبر الفيسبوك عن تعديل في الامسية المقبلة للمنتدى.الجميل في الموضوع هو تبرير التعديل وذلك بسبب سفر الشاعر الاساسي المفترض احيائه الامسية، وعند اتصالي به، ضحك وقال "كنت ارجو من رئيس المنتدى ان يبلغني اني مسافر، كي لا اُحرج امام من يتصل بي او التقي به في الشارع"أنهى تحضير كتابه، ارسله للطباعة، حجز المكان، وزع الدعوات.وفي يوم التوقيع حدد سعرا مخفضا لكتابه حيث لا تعنيه المكاسب المادية ولعدم اثقال كاهل الحضور .حضر الجمهور تصوروا وتحادثوا، البعض استحصل على نسخة والبعض الأخر اخذ صورا مع المؤلف محتضنا الكتاب دون شراءه، وبعضا من الحاضرين خاصة من الأقارب والأصدقاء المقربين اخذ نسخته مقابل مبلغ يفوق السعر المحدد دعما وتشجيعا.انتهى الاحتفال على خير ما يرام، لكن المؤلف لم يسلم من التعليقات الغريبة من زملاء الحرف، حيث انتقدوه على تخفيض السعر في ظل ارتفاع كل الاسعار، وحيث انهم سيوقعون كتبهم بعد فترة قصيرة وحددوا اسعارا اعلى.الغريب في بعض هؤلاء انهم لم يشتروا الكتاب اصلاوالبعض الاخر سخر من المؤلف عندما علموا ان مردود حفل التوقيع لم يسترجع تكاليف الطباعة والاحتفالهو يكتب الشعر، لكنه بعيد عن الابداع، باع شهوته وجسده لشاعرة لقاء قصيدة.هي تكتب الشعر، بدأت بالاستعانة بشعراء لتصحيح قصائدها، وما لبثت تستلم قصائد مع حفنة قليلة من المال من هؤلاء الشعراء مقابل ليلة حمراء.ما لفتني في الموضوع ان جسد المرأة أغلى ثمنا منه عند الرجل بفارق حفنة المال.نشر كتابه، معتمدا دار نشر تقاضى مبلغا كبيرا كمصاريف طباعة ونشر وتوزيع، وعند توقيع الكتاب شاركه دار النشر بالارباح معدلا بالعدد المباع (تخفيضا).بعد شهرين شارك دار النشر بمعرض خارج البلاد، واتصل احد اصدقاء الشاعر يسأل عن اسم دار النشر للتمكن من الحصول على نسخة منه، فكان له ما أراد، واحضر الكتاب وطلب من الشاعر ان يكتب له اهداء بخط اليد ويرسله عبر شبكة التواصل كي يطبعه ويلصقه على الصفحة الاولى من الكتاب، وبعدها ارسل للشاعر صورة الكتاب وبداخله نسخة عن أهداءه.وفي الوقت المحدد للمحاسبة مع دار النشر، اكد الدار للشاعر بأن كتابه لم ينفذ منه أي نسخة بكل المعارض التي شارك فيها.زرت صديقا من الوسط الثقافي، وتفاجأت بمكتبة ادبية تحتوي في طياتها عدد كبير جدا من الكتب الشعرية وبخاصة الاصدارات الجديدة لأغلب الشعراء الموجودين على الساحة اليوم.بادرته بالسؤال عن كيفية جمعه لهذه الكتب ولم اشاهده يوما في توقيع كتاب. فأجابني ضاحكا ..صحيح اني لا اشارك تواقيع الكتب، ولكني لا افوت مناسبة يتم فيها توزيع الكتب، إلا وأكون أول الحاضرين، وفي بعض الأحيان إن لم يكن أغلبها أعتذر للشاعر متذرعا بأسباب واهية لعدم حضوري التوقيع، فيبادر الى اهدائي كتابه، وبهذا اصبح لدي مكتبة كبيرة، أفاخر بها أمام الأهل والاصدقاء الخاصين بإني مثقف وشاعر ولي حيثية في هذا الوسط الثقافي.يذهبون لحضور أمسية شعرية بصفتهم شعراء وكتاب ونقاد كبار ومخضرمين.يتهامسون حول الشاعرات ويحكمون عليهن وعلى كتاباتهن من خلال أشكالهن وملابسهن.ويتحينون الفرص بالجلوس بالقرب من احداهن، لتبدأ رحلة التحرش الصبياني (ولست أدري ما هي النتيجة وقد ول زمن النشاط منهم)، ولتبدأ إختبارات أخلاقيات تلك الشاعرات، فمنهن من ينساق بغباء، والأخريات ينسحبن برقي وإحترام.هذا زمن بعض الشعراء المخضرمين الذين تصح بهم مقولة "شعراء البروستات"خلافاً للعادة وحفاظاً على المصداقية، سأتكلم هذه المرة عن نفسي.تعودت حضور الامسيات الشعرية والادبية، وأحاول دائماً التركيز على الشعر والإلقاء والنقاشات الأدبية، وأنتقد كل حاضرٍ للأمسية حين يبدأ بالاحاديث الجانبية مما يزعج الأخرين ويقلل من إحترامه لنفسه بالدرجة الأولى ومن إحترام باقي الحضور والشعراء المشاركين والمكان.وفي أحدى الأمسيات، وجدت نفسي انساق الى الثرثرة وبصوت عالٍ متناسياً المبادئ الإجتماعية التي أؤمن بها.وكم خجلت من ذاتي عندما وُجهت اليّ الملاحظة للإلتزام بالصمت.أنشأ حسابين على الفيسبوك، أحدهما وهمي والثاني باسمه الفعلي.اشترك بالحساب الوهمي بعدد كبير من المواقع والمنتديات الثقافية والشعرية على مساحة الوطن العربي.وبدأ يجمع القصائد التي يقرأها ويدمجها ببعض، او يأخذ من كل قصيدة عبارة او صورة شعرية او بيت موزون، ويصدر قصائد مكتملة على حسابه الشخصي الفعلي على إنها أشعار وقصائد من وحي وجدانه.بعد سنوات قليلة أصدر كتابه الأول، والكتاب الثاني قيد التحضير، كما شارك في عدد كبير من الأمسيات الشعرية .المفارقة انه أصبح اسما لامعا في الاوساط الثقافية يقتدى به من حيث اللمعات والصور الشعرية، وناقدا أدبيا.شارك بإحياء أمسية شعرية مع عدد من الشعراء، وحضر معه عدد لا بأس به من الأصدقاء والمحبين.بدأت الأمسية وكان أول المتكلمين، أدلى بعدد من القصائد، وعندما انتهت فقرته شكرا الجميع على حسن الاستماع، نزل عن المنبر وتوجه مباشرة للخارج ولحق به جميع من حضر معه، دون أن يقدم اي تبرير لمغادرته.استغرب جميع من تبقى في الأمسية هذا التصرف، وعدم إحترامه المنتدى والمكان والمشاركين وباقي الجمهور، تبسموا جميعاً وأكملوا أمسيتهم.أصدرت ديوانها الشعري الاول، وحضره عدد من المثقفين والأدباء والشعراء والمحبين، وبعد شهرين قامت شاعرة اخرى بزيارة نسيبتها، التي عرضت عليها ديوان الشاعرة المذكورة والذي حضرت توقيعه، وبينما كانت تتصفح الديوان وجدت احدى قصائدها منشورة بداخله.اتصلت بصاحبة الديوان مستنكرة من التصرف المشين بسرقة القصيدة، لتتفاجأ بتهديد صريح وكلام فج بأنها اذا تحدثت بهذا الموضوع امام اي شخص ستتلقى عاقبة وخيمة لما لصاحبة الديوان من علاقات سياسية وحزبية كبيرة وقدرة على البطش والإيذاء.صمتت الشاعرة صاحبة القصيدة وفي قلبها حرقة، وسلمت أمرها للله.إختلف شاعران على صورة شعرية نسبها كل منهما الى نفسه.وعندما رجعا الى كتبهما السابقة تبين، ان الاول قد ادرج تلك الصورة في ديوان قبل عشرين عاما والثاني ادرجها في ديوان قبل خمسة عشر عاما، وحينها لم يكن قد تعارفا أصلاً.وبقي الخلاف بينهما قائماً، وتقاذفا أشنع الألفاظ شدواً وشعراً.ونسيا أن هناك شيء اسمه توارد وتخاطر الأفكار، لكن الطبيعة البشرية تغلبت على الذات الإنسانية، واستمر الصراع.توفي بعض كبار الشعراءوانهالت على صفحات التواصل الإجتماعي مقالات الرثاء والوداع من كل حدب وصوب.وممن كتب على صفحته، من هم على علاقة مباشرة طويلة الأمد مع هؤلاء الشعراء فكتبوا مسيرتهم وذكرياتهم معهم بجمالية الحرف ورقيه، وكتب البعض عن إفتنانهم بفكر الراحلين ومدى تأثرهم بكتابتهم.لكن البعض ممن نشروا بعض الصور مع أحد هؤلاء الشعراء وكتبوا عن علاقتهم وحواراتهم الطويلة، في حين إن تلك الصور يتيمة، وأخذت بالصدفة، وقد تكون حواراتهم مع الراحلين الكبار لا تتعدى السلام.بئس زمن وبئس ثقافة يقتات فيها صغار النفوس فتات الحروف على موائد الأدب والشعر والمنتديات والعلاقات الإنسانية.ملاحظة: هناك الكثير من الكلام والأخبار عن الأخلاقيات في الأوساط الثقافية، لكني لن اتابع بالإضاءة عليها، والسبب في ذلك إن نشرها سيوجه الأنظار الى أصحاب العلاقة مباشرة، وهدفي من الأساس هو التنوير وليس التشهيرشاعر لبناني لبنان - بيروت
التاريخ - 2017-12-23 3:04 PM المشاهدات 1065

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم