شبكة سورية الحدث


وأُحِبُّ مِن بَينِ العُيونِ / بقلم الشاعر نجيب منذر

وأُحِبُّ مِن بَينِ العُيونِ  /  بقلم الشاعر نجيب منذر
وأُحِبُّ مِن بَينِ العُيونِ عيونَها والبَصمَةَ السَمراءَ في أعلى الجَبِين ْ وأُحِبُّ مَبسَمَها الصغير بِضِحكةٍ كصغيرِ دَيفُورٍ كما الطفل الجَنِين ْ وأُحِبُّ خَدّاً أحمراً كتُرابِ بُستانٍ غزيرِ الطَرحِ مِن عِنَبٍ و تِين ْ وأُحِبُّ حينَ يَشُدّها شوقٌ يؤجِّجُ قلبَها فتقولُ يقتلني الحَنِين ْ وأُحِبُّ حينَ تقولُ يا ذَهَبي المُصَفّى في كهوفِ العشقِ غيرَ العاشقين ْ وأُحِبُّها كمواقدِ الإقليمِ كالتسبيحِ كالفجرِ المُغَمَّسِ باليَقِين ْ كدُخانِ حاراتِ القُرى في الشِتوةِ الأُولى كمَن أبقى على حُبٍّ دَفِين ْ وأُحِبُّها كالماءِ مِن فوقَ السُطُوحِ يَجُرُّ لحناً قَلّما ما يَستَكِين ْ وأُحِبّها كالليلِ مِن رَعدٍ حكاياً مِن أبٍ سَهَرِ البناتِ معَ البَنِين ْ وَ كَلَمَّةٍ عندَ ٱنقِطاعِ الكهرباءِ كَخيطِ بَرقٍ في وُجُوهِ الناظِرِين ْ كالنبضِ كالقلبِ الأحَنّ بِسهرَةٍ كالشايِ في ٱلأكوابِ بينَ الساهِرِين ْ وأُحِبُّها كتلالِ شِبعا كالحُجَيرِ كأرضِ ياطرَ حينَ تَحضنُ مَريَمِين ْ وكمَركَبا كتُرابِ أرضي بيتِ جَدّي كلّ شيءٍ مِن تُراثِ السابِقِين ْ وكَعَينِ قانا عندَ سفحٍ مثلَ جاراتِ الرفيعِ قرىً بِـ رُوحِ الياسَمِين ْ وأُحِبُّ رائحةَ الحريقِ بِطَهوِ قمحٍ مازَجَت ما فاحَ مِن عطرٍ ثَمِين ْ بِتَواضُعٍ ما كانَ مِثلهُ أو يكونُ ولا تَواتَرَ ذِكرهُ في الأوّلين ْ وأُحِبُّها بالنبضِ بالخَفَقانِ بالدَفقِ المُقَدَّسِ مِن وَتِينٍ في وَتِين ْ وأُحِبُّها قَسَماً إلٰهيّاً كمَن للقُدسِ يومَ القُدسِ يُقسِمُ باليَمِين ْ وأُحِبُّها كقديمِ مُعتَقَدٍ على أعتابِ دُورٍ فوقَها الحُصنُ الحَصِين ْ كالضِحكةِ الأحلى بطفلٍ طَيِّبٍ كَبُرَت بهِ الضَحِكاتُ مَع مَرِّ السِنِين ْ وأُحِبُّها كالظُهرِ في الحاراتِ هادِئةً ويَكسرُ صَمتَها صَوتُ الطَنِين ْ وأُحِبُّها فيما ذَكَرتُ وما نَسِيتُ وما عَرَفتُ وما جَهِلتُ وإن وَقَفتُ وإن مَشَيتُ وإن جَلَستُ وإن مَضَيتُ وإن غَفَوتُ وإن صَحَوتُ وإن ضَحِكتُ وإن بَكَيتُ وإن وإن ...وأُحِبُّها في كُلّ حِين ْ #صباح_الخير_يا_جنوبالمنذري إبن هذا الترابشاعر لبناني
التاريخ - 2018-03-04 10:17 AM المشاهدات 670

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا