السويداء- معين حمد العماطوري ضمن برنامج إذاعي أعده وأقدمه لإذاعة ريان fm بالسويداء وهو بعنوان" إضاءات " قدمت حلقة مؤخراً عن الشاعر الكبير بدر شاكر السياب الذي يعد رائد الحداثة الشعرية، بصحبة ضيف اديب وشاعر وهو الاستاذ جودي العربيد عضو اتحاد الكتاب العرب.. ومن المعروف ان السياب شخصية أدبية ثقافية فكرية إبداعية، برزت كأحدِ مجددي الشعر العربي ورائد من رواد الحداثة الشعرية، وهو المولود بالعراق في قرية وارفة الظلال ذات الطبيعة الخلابة، "جيكور" المتميزة بجوّها الشاعري هي أحدى ممدات طاقة السياب الشعرية وذكرياته المبكرة التي ظلت حتى أخريات حياته تمدّ شعره بالحياة والحيوية والتفجر على حد قول صديقه الحميم من الطفولة الشاعر محمد علي إسماعيل: "لقد كانت الطفولة فيها بكل غناها وتوهجها تلمع أمام باصرته كالحلم. ويسجل بعض أجزائها وقصائده ملأى بهذه الصور الطفولية"، إذا نحن امام شخصية باتت إشكالية في الشعر الحديث والحركة الإبداعية، فهو الذي عمل على تحليل المجتمع تحليلاً عميقاً، وعلى تصويره تصويراً واقعيّاً فيه من الحقائق الحياتية ما يستطيع الشاعر ادراكه بنفاذ بصره وقوة انطباعيته، ولم يعمر طويلاً مثله مثل جميع العظماء الذين أثروا الثقافة بإبداعاتهم وهم ما زالوا يعيشون بيننا بنتاجهم الفكري والادبي، وشاعرنا السياب وقف جنب الى جنب مع فحول الشعراء القرن الماضي كالجواهري والرصافي وغيرهما، ولم يكتف بالشعر بل أغنى المكتبة العربية بترجماته العديدة...وهنا الإعجاب انه مترجم لا بل لم يكتف ان يكون مجدد للشعر بل كان متميزاً في الشعر العمودي فله من المطولات الشعرية ما يزيد على الف بيت في القصيدة الواحدة، إضافة لموقفه من القصيدة الحديثة، ولكن الاهم ان درس الانكليزية وترجم العديد من المؤلفات الهامة في الثقافة العربية، وله مواقف فكرية وادبية وانسانية واجتماعية عديدة قد لا يتسنى لنا تقديم تفاصيل كثيرة، لكن السياب شكل إشكالية في الحياة الثقافية والإبداعية... وبعد الحلقة راودني سؤال لماذا العظماء المبدعين يرحلون سريعاً فالراحل الكبير "بدر شاكر السياب" لم يعمر طويلاً، إذ لم يصل الى الثامنة والثلاثين من عمره وترك وراءه كل تلك الإبداعات الغنية بحيث احتل في ذاكرتنا المكانة والموقف، ولا يزال مع صحب له يشكلون دائرة الارتكاز في الحداثة الشعرية ...
التاريخ - 2018-06-08 8:23 PM المشاهدات 521
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا