كلمتي في توقيع كتاب (ظلاّن يشبهان وجهي..) للشاعرة السورية الصديقة ريما فاضل محفوض:كم قلت كلّما وصل إليّ كتاب جديد...حزني على الشجر!!! فلكم ذبحنا غابةً في هياكل كلماتٍ ترهق الحياة ولا تدفع بها في أيّ اتجاه...وصلني كتابها ريما ...العنوان صادم...ظلاّن يشبهان وجهي...ثنائية وأحادية ...مبهمٌ هو العنوان مفتوح على ألف احتمال...وبخط يدها إهداء لي...إلى ظل روحك الذي يشع نوراً في عوالم أرواحنا إلى زياد عقيقي كثير من الحب لك أحمله في أعماقي...صفعةٌ شقراء كم شهية!!!أروح أقرأ...المقدمة مردوكية بامتياز...ختم أميريّ لا يقبل التشكيك...ولا يحتمل النحيب على شجرة...وأقرأ لها: قلبي وقلبكِ منديلان لدمعةٍ واحدة...(يااااه)- أيها البحر الملتف حول خصري..إرفع ذراعَ موجك قليلاً والتقط كفّي...راقصني ...أريدك أن تغرق!!! (النجدة النجدة...إني أتنفس تحت ألف دهشة!!!)أتابع: بالأمسِ كنت أسمع صمتي حين داهمني عزف عودٍ أربك ربابتي الصفراء ..مارس الحب معها..الآلات الموسيقية تقع بالعشق كما البشر... (وأنا وقعت بعشق حرفٍ كم شهيّ!!!)- هكذا أنا...جئت أمتلك من كلّ شيء اثنين..خلقت بروحين بقلبين بنبضين بجسدين باسمين..لأنك كنت معي التمست عذراً لقساوة الدنيا...-بغيابك أحسّ بأنّ قطرات المطر لم تنضج بعد!!!* زدنا من هذا الخمر يا زياد...زدنا...- وماذا بقي لي أن أقول؟!أجيبك مردوك على إشكالية القصيدة النثرية فأقول: ما الشعر؟! أهو في تلك القوافي والأروية ؟ أفي ارتقاصات الحروف الضاربة على طبل الأذن ؟ أهو هذه الماسورة الخليلية اللا تخطئ، تعدّ نبضات القلب كما يعد راقص الدبكة حركات قدميه؟ ما الشعر؟! أهو في قرع أجراس اللحن لقدّاس مضبوطة وِقفاته والقعود؟أجيبك وفي يدي كتاب ريما...لا...لا وألف لا!!!الشعر أبعد أبعد من بحر بسيط وطويل...أبعد من إيقاعِ صاحبنا الخليل...أبعد أبعد من شقعِ حجارةٍ في حائط الوزن الجميل...دعهم دكاتيرَ الكلام..تخشّبوا.. فإذا القصائد كم قبابٌ للصدى ...أو كالكنائس خاوياتٍ ليس فيها سوى الهديل!!! يا صاحبي مردوك...إنّ الشعر لا شكلَ له...لا اسمَ له...لا دين لا في مدى عينيه شيءٌ مستحيلْ...الشعر رقصٌ في الفراغِ ...هناك خلف الخشبةِ السوداءِ من دبكِ الفحولْ...الشعرُ رقصٌ فوق هاويةِ الحياةِ...فالسٌ مطلقٌ ..نومٌ مع المجهول...في ليلٍ كحيلْالشعرُ رقصٌ خارج الإيقاعِ ..مجنونٌ صهولْالشعر ..يشبه وجهها ريما...تأمّل حرفها..تقرأ سماواتٍ وتنفتحِ الشبابيك على وسع الفصولْ...فاقرأ يعانقْ فيكَ ثلجٌ موقداً ..وتعش بحالاتِ التناقضِ كلّها وتهم لوجه الريح يسكنك الذهول...هو الشعر ما هجر الكلامُ سطوره ...أو خانت الكلمات معجمها البتول...هو الشعر..ما هجرت نوارسُ بحرَها تسعى إلى المجهول في أنأى الحقول...هو الشعرُ...في الكلمات تخلعُ تاجها وسوارها الذهبيّ خاتمها الصقيل...لتهيم في الفلوات تطلق عريها للشمس للأظلال... للريح الهَطولْ...يا صاح وهو الشعر ..كانّك شاربٌ من ألفِ خابيةٍ بلا كاسٍ ودنّْهو الشعرُ ..لم ظلاّن ينسكبان في وجهٍ ..ولم وطنٌ يصير الحبَّ والحبُّ الوطنْ..هو الشعر لمّا تثقل الأحزان قافلةَ الهوى...يطردك منه الشعرُ...صعلوكاً ...وتحمل في جيوب الحرف تذكرة الوصولْ...هو الشعر تسمعه الهزارَ مغنياً... وجناح روحك عالق في شدق غولْهو الشعر...يا ريما...قرأتك مثلما ...الغجريّ يقرأ في جريدتها السماء...هو الشعر يا ريما...وفي واحاتك الغنّاء كم من حزن كم ألمٍ وبسماتٍ وأوطانٍ دماءٍ شهداء...كم في راحتيه كتابِك الغجريِّ هذا...من طفولاتٍ..وأماتٍ...وحبٍّ وانتماء..كم في راحتيه كتابِك النثريِّ هذا من مدىً للروح...كم شبّاكِ يفتحُ صوب غاباتٍ تضجُّ برفاتٍ ولونٍ وغناءْ...في راحتيه كتابِك النثريِّ هذا...كم من تراتيلَ وأجواق ملائكةٍ وأصداءِ انتشاء...في راحتيه كتابكِ الصحراءِ هذا...كم نسائمَ..وارتواءاتٍ وماءْ...في راحتيه كتابك النثري ريما...يقطن الشعرُ هنيئاً...بعد أن هجرَ العروضَ وعافَ أحكامَ الغباء...يقطن الشعرُ هنيئاً...عارياً...طفلاً.. تحت ظلينِ ووجهِك يا لشمسٍ من سماء...ظلاّك يا ريما...ووجهك واحدٌ ...ثالوثُ شعرٍ ...وكلُّ نظمٍ هو ادعاءْ...أبكي على الأشجار؟! لن أبكي هنا...طوبى لها الأشجار حرفك زارها...وسمعتُ ...كم في غابةٍ أخرى ...بكاءْ (كلمة الأستاذ زياد عقيقي )
التاريخ - 2018-07-14 12:03 PM المشاهدات 978
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا