شبكة سورية الحدث


هنا / بقلم سماح القبيلي

هنا  /  بقلم سماح القبيلي
هنا قد كنْتُ هارباً من جحيمِ الوقتِ إلى جحيمِ الانتظارحينَ عبرُوا يجرونَ وراءهم دمنا أحلامنا وعمراً من الحبِّ ماتذاهبينَ من اللاشيءِ إلى اللاشيِوأنا ككلِّ شيءٍ حولي يفتكُ بي الانتظارُ لا عبرْتُ ولا نسيْت ....... .......فهل سمعُوا إسفلتَ شارعِنا يبكي وزهرَ الليمونِوما تبقى من خيوطِ الفجرِ صورَ الشّهداءِ وأنا كإلهي بكيتُيسقطُ عالمي حجراً حجراً عبرَت بنادقهم ونظرةٌ حمقى تمسحُ الأفقَتحطُّ على حجرِ الطّريقوأنا أخيطُ جرحاً يئنُ في دمي لا عبرْتُ ولا نسيْت ..... ......غيرْتُ تاريخَ الرّوزنامة بدلْتُ التّقويمَ نقلْتُ السّبتَ إلى الخميسمزّقتُ الأربعاءَلا يهمُّتتشابهُ الأيّام حينَ على شوكِ الانتظار أصلَبُشاخَ بيَ المكانُوعلى الرصيفِ نسيتُ ذاكرتي نسيْتُ عنواني فلا عبرْتُ ولا نسيت.... ...... لا تكنْ مثلي حجراً لتعبرَ صدّقِ الأخبارَحروفَ العطف المتعبةِ لا تقرأْ إشارات الاستفهامِ المراوغةِوضحكةَ البلادِ الذّابلةِ تودّعُ الرّاحلينَتواصلَ السّفرَ إلى الآتي لا تكنْ مثلي حجراًلا عبرْتُ .... ولا نسيتُ ....... ......لا تكنْ مثليَ حجراً لتعبرَ دعِ السّؤالَ يتوه في عماهُالجوابُخلعَ نظارتهُوغفاكي لا يرى الذّئبَ يخرجُ من البئرِ فلا يوسفُ هناكَ عبرَتْ نبوءَتهُ على فرسِ الرّؤياصارَ الذّئبُ منبوذاً وحيداًمثلي بلا سلاحٍ فأنا ما عبرْتُ ولا نسيْت ....... .......لا تكنْ مثلي حجراً قمْ من موتِكَاخرجْ حيّاتشبثْ بالسّماءِبالعصافيرِ المسافرةِ إلى الشّمالبالّرّيح بالوصية بقلبكَاتركْ غبارَ المراثي يبتلعُ السّفوحَ يغطي من ذهبُوا ومن عبرُوا من خانُوا ومن غدرُوا لا تكنْ مثلي حجراًلا عبرْتُ ولا نسيْت ....... .......لا تكنْ مثلي حجراً رتّلْ ما تبقى من الأبديةِصلِّ للسّكونِعلَّ الفراغَ يسمعكَفلا يعبرونَ كي يبقى الهواءُ نقياً وماءُ البرتقالِ حلواً كلما تساقطَ قلبي موسيقا من ناي الصّباحِ فربما أنسى كما ينسى الرّصيفُ أسماءَ المسافرينَ إلي السّماءِ فلا عشبَ ينبتُ في خطاهم تنامُ بنادقهم وحصى الكلامِ وينام حزني كندبةِ في ذراع جنديِّ مبتور...فأنا مثلهُ لا عبرتُ ولا نسيتُ ولكني كإلهي بكيتشاعرة سورية
التاريخ - 2018-07-15 10:55 AM المشاهدات 510

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا