على ذمّةِ الشتاءِ وقبلَ أنْ يذرفَني الغيمُ ويغلِّفَني البردُبموتين وجَرح أخبرَني أنَّ لي في جبينِ أبي وطنًا ... من مدائنَ وشوارعَ وجنائزَ يُغمضُ أجفانَه على الملح..وطنًا .. يُشْبهُني ؛ عيناهُ منْفيّتانِ في السّرابْ يداه عاريتان إلا مِن أحلامِهِ المبتورةْ شفتاه تشربانِ الرّيانَ من خطيئةِ التراب ..!!وذاتَ نزف :سمعتُ صرخَتَه الوجيعةَ تختنقُ بالمدى رأيتُه يلوذُ بجرحِه خلفَ مراثي اليَماميبكي جارتَنا الثكلى وشجَرةَ التوتِ المهجورةويتيمًا وقفَ ببابي يقلِّمُ الأسئلةَ في السنابلِ الخاويةوقد مسَّهُ الجوعُ على سَبِيلِ الأرغفَة ..! رأيتُه يتخفّفُ على أصابعِ المجازيشيِّعُ الهزيمةَ في ناصيتيويلُفُّ فكرتَه في منديلٍ ، ضاعَ دمعُه في جيبِ أبي .. وطنًا .. ضلّتْ جنازتُه الطريقَ إلى القبر !!#_لأنّ_الأوطانَ_مهما_مُتْنا_وتوارَتْ_أجفانُنا_خلفَ_الثرى_فإنها_لاتموت_!!شاعرة أردنيةمتابعة قسم الحدث الثقافي - علي خليل الحسين
التاريخ - 2018-08-13 10:39 AM المشاهدات 444
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا