كيفَ التَقينا بعدَ عامٍ من غَباءِ قَرارِنا أن نفتَرِقْ؟!أهِيَ الصُّدَف؟!يا بعدَ عُمري أشعرُ الأشواقَ فيكَ غزيرةًحَدِّ الشَغَفْ...أرأيتَها؟حتّى الأماكِنُ أزهَرَت حينَ ارتَوَتْ بمجيئِنا وتفتّحَتْ كلُّ الزُّهورْ... نثَرَ اللقاءُ أريجَهُ واخضَرّتِ الأشواقُ فينا أومضتْ كلُّ الكواكبِ والبُدورْ...إذْ وارتمتْ أمواجُ بحرٍ تَحتفي بلقاءِ مدٍّغابَ جزرٌ عنهُ أيّامًا غَدتْ في كُلِّ يومٍ يَنطوي وكأنَّها غابَتْ عُصورْ ...نفسُ المكانِ وها هُنا كُنّا التقينا من زَمانْ...كُنّا نَقشنا جُملةً بشُجيرَةٍ مملوءَةٍ بثمارِ وعدٍ مِن وفاءٍ رغمَ آهٍ لَن يَجورْ...ها قَد نَمَتْ أغصانُها وَكَذا نَمَتْ كَلِماتُنايا سيِّدي باللهِ قُلْلِمَ تَحتمي في ظلِّها؟! أتلامِسُ الكلماتِ تَمنحُها الحَنانْ؟!تُلقي عَليها بالذراعِ وبالكَتِفْباللهِ قُلْ أهِيَ الصُّدَفْ؟!أمْ قَدْ دَعاكَ نداءُ صوتٍ مِنْ حَنينْ؟يا سيِّدي لا تُنكِرِ القلبَ المتيّمَ مِن سِنينْهَيّا اعتَرِفْوتجيءُ وحدَكَ تَحتمي بِمِظلَّتيوقميصُكَ الكحليُّ كانَ هديَّتي وَقِلادَتي لِمَ تَرتديها خُفيَةً؟!إنّي رأيتُكَ تَنحني لتقبِّلَ اسمي بينَ أغصانٍ دَنَتْ أمسَكتَها طَوَّقتَها وبِسُرعَةٍوَضَممتَها بمحبَّةٍ خَبّأتَها؛ بان الطَرَفْ!...أتعيدهُ نفس الكلامِ "هِيَ الصُّدفْ"؟!ما عِطركَ المنثورُ في مهدِ المكانْ؟قارورةٌ من عودِ مسكٍ مُشتهى تلكَ التي أحضرتُها مِن سَفرَتي قَد كانَ أسبوعًا مَضىواشتقتَ لي حَدَ العِناقْواشتقتَ لي وللحنِ حُبٍّ ما انتَسى ولعازِفِ الكَمانْ والآنَ ماذا بعدَ عامٍ مِنْ فِراقْ؟!...ماذا رغبتَ بِأنْ تقولَ أتقتَ لي؟لِمَ لَمْ تَعُدْ ذاكَ الجريءَ وبالهَوى تنسابُ تُسبيها العُقولْ؟...يا للأسَفْ...إنّي أراكَ كصخرةٍ مُستَغرِقًا بجريدةٍ لا مِن مشاعرَ تَكتَرِثْلكنَّني أدري بما في بحرِ فكركَ يختبي "تبًّا لفحواها الصُحفْ"!!كَم بارِعُ التمثيلِ أنتَكَأنّنا لا ما التَقينا في الدُّناهَيَّا اقتَرِبْإنّي هُنا وَسَأَنتَظِرْ...وبِلَحظَةٍ!!جاءتْ هناكَ ومِن بَعيدٍ تَلتويأُخرى تَراءتْ كالنساءِ فخاطبتْهُ بِهمسَةٍ:هيّا بِنا مَدَّ الذراعَ بِلَوعَةٍوعَنِ المَكانِ قَدِ انصَرفْ"كانَتْ صُدف!!"شاعرة فلسطينيةمتابعة قسم الحدث الثقافي - علي خليل الحسين
التاريخ - 2018-08-31 7:36 PM المشاهدات 755
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا