شبكة سورية الحدث


صرخاتُ طفولةٍ / شعر ميساء محمد

صرخاتُ طفولةٍ  /  شعر ميساء محمد
صرخاتُ طفولةٍأتساومني على القضيّةِعلى الأنفاسِ المتعبةِأم على الطفولةِ المسلوبةجدائلُ أختي وحقيبتها الممزّقةعلى اثنتي عشرة رصاصةٍفي جسدِ أمّي الممدّدأوصالُ أبي وانّاتُ أخيمازالت معجونةً بترابِ الحديقةِدموعُ الداليةِ وأهاتُ الياسميناتراهنُ على الألمِالمدرسةُ المدمّرةُالدفاترَ..المقاعدُوصديقي الذي فقد البصرَهي صديقتي بات الرّصيفُ مسكنهاتعانقُ آثارَ الأقدامِعلّها تجد بعضاً من رائحة أهلهاآهٍ لمدرّسةِ اللّغةِ العربيّةِكم اشتقتُ لأقلامِ الطّبشورِ الملوّنِ بين أصابعهالذاكَ الغبارِ المتناثرِ في فضاءِ غرفةٍعبقةٍ بأنفاسِ أصدقاءَ لم يبقَ منهمُإلاّ أشلاءُ ذكرى لفّها الموتأتساومُني على الضحكةِ..الدموعام العمرَ الذي تجاوز الستينَوأنا ما زلتُ أرتشفُ كوبَ حليبٍنسيتُ مذاقَهُوعروسةَ زعترٍ كانت جدّتي تبدّلُ زيتها بماء الصّبرِأحنُّ لدفءِ ذاك المساءِوأمّ تغزلُ جوربي الورديّهي الذاكرةُ الحبلى بالألمِخذْ محبرتِكَ..قلمُكَ الأسودَأوراقَ عمرِك الباليةِوارحلْ..اتركْ لي بعضاً من الرحمةِوارحلْ..فلا الوجعُ يعيدُ لصفحاتِكَ بياضَهاولن تتجاوزَ بابتسامتكَ مسافةَ التفكيرِلن تُعيدَ لي أبي..أمّي..أخوتيفقط أعدْ لي وطني وارحلْ..فالموتُ ختمَ الطّريقَأضواءُ البيتِ أطفأها الحُلُمُ الاسودُثمّةَ وداعٍ أزرقَ كالسماءِوالشمعُ غارقٌ في الذوبانِطفولتي كسرابِ أديانٍفأنا طفلُ القضيّةِأنتمي لدول الخُذلانِحتى صرتُ بلا هويّةٍبلا عنوانٍفلا تساومني عل القضيّةِرُدَّ لي الوطنَ وارحلْسأبقى طفلاًوتبقى القضيّةستبقى القضيّة. ميساء محمدشاعرة سوريةمتابعة قسم الحدث الثقافي - علي خليل الحسين
التاريخ - 2018-09-13 11:04 PM المشاهدات 561

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا