شبكة سورية الحدث


المليحة تحت الأرض ..المسلحين المعركة مصيرية..

  سورية الحدث- المنار - نضال حمادة هناك مليحة ثانية حفرت وبنيت تحت المليحة ، بهذه الجملة لخص مصدر على الأرض طبيعة المعركة الشرسة الدائرة حاليا في بلدة المليحة ، الواقعة على مداخل قلب الغوطة الشرقية لدمشق. عندما يذكر زهران علوش ، تقفز الى الأمام علاقته المبكرة بالسفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد ، الذي استقبله في عمان وفي اسطنبول مرات عديدة حسب ما يذكر مرجع سوري معارض، ويروي المرجع نفسه قصة لقاء جرى بين فورد وبعض قادة الفصائل التكفيرية المسلحة في فندق (فور سيزون) في العاصمة الأردنية عمان، وبشهادة المعارض قال فورد، أنه يعول على حرب استنزاف طويلة في سوريا تنتهي بانتصار السنة لأن عددهم مليار، بينما عدد الشيعة لا يتجاوز مائتي مليون، وعندما اجابه المعارض السوري انه لم يسمع بهذا الحزب السني الملياري الا منه، وان الجيش المصري والجيش التونسي يحاربان التطرف الإسلامي السني، أجابه فورد ان ما يهمه هو الوضع في سوريا. وفضلا عن علاقة علوش بالمخابرات الأمريكية لا تخفى علاقته الوطيدة بالمخابرات السعودية التي تتبناه عسكريا، مثلما تتبنى أحمد عاصي عوينان الجربا سياسيا في زعامة الإئتلاف السوري المعارض. غاب زهران علوش عن معركة القلمون بشكل كامل، رغم نداءات الاستغاثة التي وجهت اليه من مسلحيها إن كان من جبهة النصرة او من المجموعات الأخرى التي كانت تعمل تحت إمرة غرفة عمليات هي خليط من جيش حر ومجموعات نفوذ محلية. ويشرح مرجع معارض غياب زهران علوش وجيش الاسلام عن معركة القلمون، بالاهتمام السعودي المباشر بمعركة دمشق وريفها، في ظل غياب السعودية عن حلب وعن الشمال السوري بفعل السيطرة التركية على الفصائل المعارضة في تلك المنطقة، بحكم الجغرافيا والامداد ووجود قواعد شعبية تاريخية لجماعة الاخوان المسلمين في ريف إدلب و في الريف الشمالي لحلب وتحديدا في عندان وحريتان وبيانون. وتعول السعودية كثيرا على إطالة المعركة في ريف دمشق القريب من قلب العاصمة، و تحديدا في منطقة جوبر التي تتداخل مع العباسيين ،ومنها تنهمر قذائف الهاون على العباسيين وباب توما وتصل حتى ساحة الأمويين. وتقول مصادر في المعارضة السورية عن معركة المليحة ، انها تثبت التداخل الكبير بين الفصائل التكفيرية المحاربة كما اثبتت هذا حرب القلمون ،وتؤكد المصادر ان العمليات العسكرية المشتركة بين النصرة وجيش الإسلام وتكوين القيادات ميدانيا كما يحصل حاليا في المليحة، يشير الى ان الجميع يتبع في النهاية المرجعية نفسها التي تدار من قبل روبرت فورد. ورغم تصنيف جبهة النصرة على لائحة الإرهاب الأمريكية، فإن التنسيق قائم على قدم وساق بينها وبين جيش الإسلام في كل الغوطة الشرقية لدمشق ، والعمليات المشتركة تتجاوز 80 بالمائة من مجموع العمليات العسكرية للمعارضة السورية في الغوطة الشرقية حسب مصادر في المعارضة السورية. وتفسر مراجع في المعارضة هذا التعاون، في شبكة العلاقات الوطيدة التي تؤمنها السعودية لزهران علوش مع كل من المخابرات البريطانية والفرنسية والأمريكية، الأمر الذي يمنح هذا التحالف بين النصرة وجيش الإسلام الحصانة الدولية اللازمة والدعم الكبير للاستمرار في معركة الغوطة وخصوصا في معركة المليحة، التي تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من اختراق دفاعاتها الأمامية منذ أسبوعين. وقد وصل الجيش السوري وحلفاؤه في الهجوم الذي شنوه في الأسبوع الأول من شهر نيسان الحالي الى مسافة قريبة من وسط المليحة حسب مصادر ميدانية ، وتقول انهم تقدموا الى مطعم (فادي) الذي يحاذي وسط البلدة وقد بدؤوا عملية تثبيت في المنطقة قبل البدء بالمرحلة الثانية من الهجوم. وحسب المصادر نفسها، حشد زهران علوش خيرة مقاتليه في المليحة ، وسحب البعض من مدينة دوما مسقط رأسه، وكذلك فعلت جبهة النصرة التي حشدت الى المليحة مئات المقاتلين من باقي مناطق الغوطة الشرقية، وتضيف المصادر ان هناك مدينة ثانية تحت المليحة قامت مجاميع المسلحين بحفرها وتحصينها خلال العامين الماضيين ، ويبدو ان المسلحين هناك يمتلكون خبرة أكثر من غيرهم لذلك تعتبر هذه المعركة صعبة و فاصلة في الغوطة قبل دوما كما كانت معركة يبرود فاصلة في القلمون. ونتيجة التقدم في قلب المليحة ، أصبح للجيش السوري وحلفائه نقطة ارتكاز ورأس جسر في قلب الغوطة الشرقية، ويؤدي سقوط الميلحة حكما الى انهيار دفاعات المسلحين في كل من عين ترما وزملكا وزبدين ، وبالتالي يتم حصار جوبر المفتوحة على الغوطة الشرقية عبر تواصلها مع عين ترما، ويعتقد ان الحملة التالية سوف تكون في جوبر التي تعتبر مصدر القصف بالهاون على وسط دمشق.  
التاريخ - 2014-04-25 8:30 PM المشاهدات 1577

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا