لن يزورني أحد الكل منشغل منهمك بالنسيان لن يتصل أحد الهاتف كخشب الطاولة يعانق نقر أصابعي الناشفة لا صوت يناديه سواي بيتي الصغير بعيد عن الخطواتتحجبه جبال الضباب اعتدت أن أغلق الباب دون انتظار أفتح صدري لصدى الجدران وأشدّ خصري بالصمت لأعزف الأنفاس يرقص قلبي بعريّ نقيّ مبللالأعين هنا بعيدة عن ملامحي لا شيء يراقبني سوى الوجع ممدد على الأريكة تتوارى اليه جراحي حمراء كحبات الرمان يجمعها بكف غليظة يبتلعها وتشعّ المدامع بيضاء كالنجمات خلف جدران بيتي يتمطط صوتي و يلين يهمس في أذني كالقبلات البعيدة الضوء خافت موحش كأحلام المدينة و حكاياتي صهاريج قديمة لا أحبّ الاضواء الساطعة تربكني و توثق قدماي لا أحبّ الحفلات الرسمية تقطف ابتساماتي تلتقط الصور اليابسة و الشفاه الشاحبة في بيتي أعانق ذاتي أغير الشراشف ألون الحيطان أبعث الموسيقى في أرجاء السكونتنسكب النوتات فوق جسدي و ترتعش طفلتي تصرخ و تتلوى كالماء الساخن أحبّ هذا الشعور المشفق عليّ ولادة الاعتذارات حين تنكسر الانتظارات حين تزحف الأحلام من حقيبتي تلتصق كالعناكب تنسج خيوط الوهن والملل يحبّني هذا المكان بشرارة غضبي يهبني لوحة من عبق روحي فتنبت الغيمات و تمطر فوق سجاد البلاطيخضر العشب و تكبر السنابل و تتفرع الأشواق لا يضيق بيتي يسع كل أشجاري و فصولي و أعنابي هذا الكم الهائل من جنوني و ألواني و رياحي و صفير أنيني يسع الجميع لو دقوا بابيلن يزورني أحد اعتدت أن أغلق الباب دون انتظاري
التاريخ - 2019-10-05 10:16 PM المشاهدات 388
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا