شبكة سورية الحدث


كوني أنثى / الكاتبة مرح وائل محفوض

كوني أنثى /  الكاتبة مرح وائل محفوض
مضى على كوني أنثى بالغة راشدة حسب السن القانوني في بلدي ست سنوات .. مررتُ خلالها على سبيل البلوغ بشتّى أنواع التجارب ...الاجتماعية والعائلية والعاطفية بنوعيها الجسدية والنفسية ...وكلّ ما مرّ بي كان متوقعاً .. معتمدة على ثقافة متواضعة مسبقة عن طبيعة البشر والعلاقات ..ولكن أكثر ما أثار استغرابي ولا يزال هو من يأتي متأبطاً ما يسميه صفحة جديدة بعد رحيل ترك في الروح كوارثاً لا تمحى آثارها بفعل الزمن ...يأتي دون أيّ شعور بالندم .. كما رحل دون أيّ شعور بالذنب ..بل ويطالب بعد كل هذا بأخذه بالأحضان وتقبيل يديه امتناناً لعودته الميمونة ...كما وتجب الابتسامة والشعور المبالغ فيه بالفرح ولا ضير من سجدة شكر على ما منّه من حضور وعودة ...وتجاهل كل لحظات الألم .. و دموع الاحتياج ... وزفرات الوحدة ...ونسيان كل عقد النقص التي خلّفها في تلك النفس التي عشقته .. والتي ما كان ذنبها سوى أنها كانت صادقة ...مثل هذا الكائن البشري لا يليق به إلا الدفن في مقبرة النسيان ...فالذاكرة هي مقبرة الذين أحببناهم و رحلوا رغماً عنهم ...أما النسيان فهو لمن رحلوا طوع ارادتهم ورغبتهم ... وما عادوا إلا عندما أصبحنا على رفات بقاياهم ناجحين .أما أنت .. أيها الغريب الذي لا يشبه الغرباء في شيء ...رحلت تلك السنين التي كنتُ أقف فيها على أعتابك منتظرة .. متعطشة لأيّ حرفٍ أو كلمة ...في هذه اللحظة .. عليّ أن اعتذر من نفسي لأني ظننتك جديراً بالحب ..وأن ألوّح لك مودعةً كما في كل حالة بائسة تنتابني ...وأن لا أتمنى لك الخير .. ولا أتمنى لك الشر .. فأنت حتى غير جدير بالأمنيات ...أما في اللحظة التالية لإنهاء نصّي هذا .. ربما اشتاقك .
التاريخ - 2019-11-14 7:06 PM المشاهدات 415

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا