شبكة سورية الحدث


خيوط معتمات / شعر ابراهيم الديراوي

خيوط معتمات  /  شعر ابراهيم الديراوي
(خیوط معتمات)وفق ما أرخت له كآبتي الأخيرةأليوم ألثلاثاء صباحاصباح شتاء باردالفوضى تعم  غرفتي الصغيرةمنبه لا يعملطاولة إفطار خشبيةمبعثرة في المكانقطعة ثلج ذائبة في الكأسنظارة دون زجاجغيمة حمراء تقصف أضلعيجريدة مرمية على جانب الوسادةو رسالة تقول(سوف أخذلك كما خذلك البياض)ظل يخرج من صوتي الممرق بالآهيقف أمامي مشحونا بالإنحناءاتيرمي بوشاحه الأخضر على الطاولةينفض عن معطفه غبار الطريقيتعمد فتح الزر الأول من قميصهيضع نظارته المكسورة على طرف السرير يوقض نجمتين و شمعة قرب أصابعي الباردةأستموت هنا؟ما أضيق رئة الضياء عبر شهقتكألم يبقى في جسدك من طموح ألبنفسج؟أستموت ؟من سيرث محاصيل جراحنا بعدك؟ربما بعد حياتين من وهج العاقولةقلت هي لم تكترثلن تخدر مرآتها لتهدر قبلة في العتمةتسللت من نزيف حكايتناإقتربت من هوسها في الكلامتردد مغادرة ذاكرتها القديمةما أتعس هذا الصباحما أتعس عزفه المهمل فوق جسدي ليلة البارحةأستموت غارقا في لونك ألرمادي؟ثمة يد تنمي وحش الوداع قرب النافذةثمة صمت يذبح آخر ضحاياه في كريات دميقلتلا لدعاءتهالا لصهيل نعاس أمك السرمديلا لزيجات الحصى أمام حديقة جدكهي لا تكترث لحقول السعال في صدركفقدت مشتهاي في الأشياءهي لا تكترث سوى لفنجان قهوتها المسكوب..ما بين عهر القبيلة و قدسية دمك المهدورقالثمة رسائل حب لم تصلك بعدهي...أيتها العائدة من مدن ألنسيانخذي ما خبأه لي الدمار و غادريتفقدي كأسي ألفاضيإملئيه بفوضاكإقضمي قطعة الثلج الذائبة فيهإبلعي مفاتيح صباحاتي الممزقةأغلقي على النعناع ما قد يثيرني فيه وغادريفتاة تلوح لي عبر الشرفةلا تكترثينسوة تكاثرن ليفقهن وجعيحبيبان يقبلان بعضهمايجلسان خلف حنجرتي مباشرةموجة ضوئية تقترب من ظلي المنهارقطة بيضاء تقفز فوق ذراعي الأيمنلا تكترثيأيتها القادمة من البعيد ألمرأيتها العائدة من مدن النسيانإقطفي ما يحلو لك من حديقتنا و غادريمنفضة سجائر أبيماكنة  حياكة أمي المشحونة بالذكرياتخزنة جدتيغادري ثيابهاكلاليبها ألمزنجرةأيتها ألعائدة من مدن النسيانأنبذي دمعتي المشحونة بقطرات النداو غادريألساعة الآن الثالثة فجرافجر صيف حار جداما لهذا الحلم یسلبنی النومكل ليلةأركض نحو مرآتي مرعوباأزرع جملة في تحدبهاألظل يهمس في أذني تاركا حلميأستموت...؟أما أزال أحبها؟تنهيدتي تنموتورق جملة أخرىديماأيتها القادمة من ألبعيد ألمرأحبك سيدتي!أحبك سيدتي!الشاعر:إبراهيم  الديراوي
التاريخ - 2019-11-14 7:17 PM المشاهدات 343

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا