شبكة سورية الحدث


رياحٌ صفراء عاتية / الكاتبة نيرمين الداده

رياحٌ صفراء عاتية  /  الكاتبة نيرمين الداده
رياحٌ صفراء عاتيةثلوجٌ مكدسة على سقف مأواناومياهٌ أغرقتناسئمت  البرد والمرضسئمت قلة حيلتنا خرجتُ باكيةً متذمرةأردت التنفيس عن غضبيعن ألمي، ربما بركل ما أجده أماميمشيت حيث تأخذني أقداميحتى جاءت مشيئة القدر لتريني ما هو أقسى من شعوري أطفالاً  أكلهم البرد لم يرحم  بؤسهم بلل ثيابهم البالية مصدر دفئهم الوحيدقست عليهم الظروف والأيام حتى لجؤوا لأرصفةٍ تحتضنهم ليغفون عليها  لعلهم وجدوا أنها  أحن عليهم من قلوب البشرأقترب منهم رويداً  فأصدم !  بردة فعل أحدهم ناطقاًأرجوكِ لا تقومي بضربي  أرجوكِأنا لست بمتسول أنا لست بمتسول جلُ ما أريده غطاءً أدفئ به أخوتيلم أجدْ رداً سوى احتضانه وتهدئتهلابأس يا صغيري لن أقوم بضربك  أهدأ   أي ظلمِ وأي قهرِ عانيت منه حتى هلعت هكذا لقد أثبت لي أنه لم يعد للرحمة وجود آخر ظهورٍ لها كان منذ حقبةٍ من الزمن باتت الصخور  أحن  من قلوب البشر كنت أظن أن الأمر يقفُ بهم على نهب حقوقنا بل كانت قلوبهم أشد قسوة آذوا أطفالاً قاموا بضربهملماذا؟ لأنهم  طلبوا غطاءً يدفئون بهم أنفسهمراودتني ضحكةً ساخرة يالسذاجتيلم يرأفوا  بأطفالٍ صغار  أرادوا  المساعدة فقط فكيف لهم أن يرأفوا بمن يسكنون الخيم#نيرمين_الداده 
التاريخ - 2019-11-17 2:51 PM المشاهدات 495

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا