شبكة سورية الحدث


نيرمين الداده / همسات

نيرمين الداده  /  همسات

التفت إلى الحذاء وصمتت بضع ثوانٍ ثم نطقت: وأنا أفخر لأنّك والدي، حسناً سأقول لهم!، التفت قائلة: يشكركم أبي كثيراً ويعدكم أن أبقى من المتفوقين دائماً بإذن الله.
  ضجيج ودهشة يعمان المكان،أفواه مفتوحة وعيون جاحظة، ما الذي يحدث!؟ لا أحد يقف جانبها مع من تتكلم؟ أين والدها الذي كلمته؟ لابد أنّها قد جُنّت! 
نطق أحدهم ما الذي يحصل لك كارلا هل أنتِ بكامل وعيك؟
  أتتكلمين مع حذاء؟ 
****
همسات كثيرة، ضجّة عالية، طغت على صوت زقزقة العصافير، 
في يومٍ مشرق، اجتمع فيه جميع الطلاب مع أهاليهم لحضور  التكريم في نهاية العام الدراسي، جرّت الأمور بسلاسة والبهجة تعم المكان، حتى نطق المدير أمّا الآن : نبارك للطالبة كارلا على تفوقها وحصولها على معدل عالٍ، فلتصعد على المنصة لاستلام شهادتها. 
دقائق وتكون كارلا واقفة على المنصة، حاملة في يدها حذاء تضعه جانبها ثم تنطق: أودّ أن أشكر أساتذتي على جهودهم معنا 
وأنا أفخر لأنّك والدي حسناً سأقول لهم، التفت قائلة: يشكركم أبي كثيراً… 
***
ملأت الدموع عينيها ناطقةً لا بل أكلم طيف أبي، أجل هو قد مات لكنّه بجانبي دائماً، أثره باقٍ أحتفظ بحذائه الذي كان يرتديه قبل وفاته، فأرى طيفه يقف جانبي كما رأيته آخر مرة، هو ليس هنا لكن طيفه معي دائماً، إنني أرى بسمته فرحاً، وفخره بي يبدو واضحاً في عينيه، أسمع كلماته في أذني، لم أجن لكني حافظت على ذكراه  معي 
#نيرمين_الداده

التاريخ - 2019-11-19 11:42 AM المشاهدات 584

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا