كنتٌ أغنيّ صمتي ,أربتٌّ على كتفيه ,أهمس للصباح و أبتسم , أضمّ كف ّ يدي لصدري
أراقص نبض قلبي و أدفع الريح عن شرياني ,كلّ يوم أزداد تعلقا بأشيائي البائسة
إسطواناتي القديمة , موعد رجوعي إلى البيت , قهوتي المسائية
و صوت المطر المدفون في معطفي
صورة معلقة حذو الباب تستعدّ للرحيل كلما مال الإطار عدلتها
عطر التراب يطرق نافذتي و هوامشي تنفر الحنين
يمر يومي طقوسا للفراغ الثقيل , تنتشي فيه الوحدة بصوت السعال و ضوضاء الطريق
تنام الأحلام كالصيبة في حضن السكينة و الأثاث
عقارب الوقت صخر غيابك
و العمر أضاع سجلّ الأعداد من بعدك
انشغل الزمن يرسم قتامة العالم ,يضحك على ذقون الجبال و الفصول
يلد الموت كل ليلة
يلعق الشمس بسياط النسيان
يغرقها في ملح صلب فينسى الدمع طريقه إلى الأجفان
نمضي كالموج نلطم الأمنيات ....
في متاهة العمرتعلمتٌ أن أكون بهلوانا بثغر مبتسم و ريشة ألوان
أدسّ الحكايات في جفني أتكحل بالفطنة
أتقن السقوط و أركض عكس التياّر
بعيدا عن المرآة
أنا جسد دمية طرية
لاتنزف ...لا تتشقق
لا تشيخ ...لا تحيض
لا تشتاق... لا تبكي
تؤلمني الكدمات لكنني أحبّ اللون الأزرق الممزوج بالأنين
أحبّ طعم الألم و يروق لي صوت البكاء
أحفظ تراتيل الشجر
وتنمو الأغصان الكثيفة في جوفي
ذاكرتي غابة موحشة
بحيرة ساكنة يتلحفها ورق الخريف
رأسي أعشاش طيور مهاجرة
أصابعي غربان تحفر الظلام
لا ينهيني الليل .... أستعدّ له كحفل بهيج
أقدّم له القصيد و الشراب
و خصرا ثقيلا أنهكه الريح
صوتي أنشودة جائعة مبتورة الأوتار
و بريق عيناي مصباح خافت ليلة شتاء
النهايات ...... هي أشهى الأطباق التي أحبّها
الفواكه الطازجة أحبّ أن أضعها في الخلاط
أحبّ صوت الماء
أحبّ تجفيف القشور بالصقيع
لعبي الماكرة
أحبّ نسيانها تحت الأرائك و الوسائد
وأحسنٌ اشتياقي إليها
حتى لمحتٌ الأربعين عاما ...في غفلة الوقت
ضباب يجتاز ثقب الباب
سنوات قليلة تسنشقني
أنفاس تتوسد المقبض
أجيج حطب المدفأة القديمة يعلو
نيران مبللة تقترب
سنوات قليلة..... تفصلني و أنا مازلتٌ أحسبٌ عقارب الساعة صخر غيابك
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا