شبكة سورية الحدث


نسرين المسعودي في بهو منزلنا

نسرين المسعودي في بهو منزلنا

في بهو منزلنا
  نضع صندوقا خشبيا من دون قفل  
لا يفكرّ احد منا أن يقترب إليه 
كنّا نخشى مجرّد السؤال عن محتواه
تقول أميّ 
لا تقتربوا من الصندوق 
على بابه حارس وحشيّ لا ترونه 
يبتلع أيادي المتطفلين 
لا ينام و لا يغفل
من شدّة صدق أميّ 
أحببنا  الرواية 
 كل ليلة   أحلم بالحارس الوحشيّ 
بمخالبه و بأسنانه 
ادسّ رأسي تحت الوسادة 
أحتضن الخوف  
 ظلّ الصندوق مغلقا من دون قفل لسنوات
 و ظل  الهلع يكبر  من بهو البيت  
 أحببت النظر باتقان لأمي 
أحببت حذرها و خطواتها 
  رأيتٌها   تفتح الصندوق 
 تضع  الاشياء القديمة المكسورة 
الاشياء التي لا نستحقّها و التي لا أعلم لما نقتنيها 
الصور الصفراء و الاطارات الرخيصة 
رسائل أبي و حوالات البريد 
الفساتين الضيقة للاعراس و الحفلات المنسية
الفناجين   المرصعة بالفضّة 
ملامح الجارات وأسرار الجدّات 
شموع اعياد الميلاد و الأشرطة الملونّة 
رأيتها أكثر من مرّة 
ترصفّ  دمعها هناك كالمطر زخة زخة 
ترتبّ نظراتها الحزينة برفق
تقتلع الزفرات من صدرها 
تخيط جراحها   
تفرغ   ضلوعها من الاشواق 
في الصباح 
تستقبلنا أمي  بثبات
  و ابتسامة

التاريخ - 2019-11-30 3:22 PM المشاهدات 680

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا