الرجل الذي أحببته لا يشبهك حبيبي
تبتسم لحيته في ركض أصابعي
و تلين ضلوعه حين امر من ثقوبها
تنحني واحاته لأعبر نسيمها
و تظل الشمس تسبـّّح لوجوده
جداره يسع اتعابي
و يدق صوتي بخناجر سنينه
قساوته لا تكسرني
تصلب عودي و تلمًع طيني
افكاري امطار هطوله
ولا شيء يذيب الذهب يغير لونه
ما بيني و بينه جوهر
و ياقوت منثور من بؤبؤ عيونه
الرجل الذي أحببته لا يشبهك حبيبي
تعصف نوافذه حين أبكي
و يبكيني
يلبسني بدلتي بالعرق يخيطها
كالشمع يحترق في ظلمة طريقي
هو الذي نسج كل نوتات شراييني
حقل من الحلوى شيد به لغتي و تغريدي
يؤتي ميزان الدنيا في كفه
ثم يضاعف العدل من رحمة الكبد يُغنيني
الرجل الذي أحببته
يختبىء خلف الباب
كطفل صغير يلاعبني
يخطو على أطرافه لا يكبر
بدفء الحرف يناديني
صوتي المتعثر في خطوات البلاط
يدي الصغيرة اول الطريق
إلى الآن أبي يخفيها
إلى الآن يضعها في جيب المعطف الكبير
يدفيها
أحلامي صبايا يحضنها
ووقهقهاتي في ركن البيت كالموازين
كان يرفعني الى السماء
ثم يلقيني
وتنتفض الخفقة من قلبه تأويني
و من محراب ضلعه يُرقيني
تشغله فردة الشبشب تحت السرير
تشغله عثرتي
ترعبه أكاذيبي و شقوتي و حيل تدبيري
أنام في عينيه
في عقله
في اخر قطرة عرق من ظهره
الرجل الذي أحببته لا يشبهك حبيبي
اسمي ينزف في مذابح أشواقه
يأتيني ان لم انا آتيه
يجمد الماء من تحت منكبيه
يثلج ملامحي فوق سجاد مناديه
لا حبا يضاهيه
و لا يكفيني
رجل ملأ اقداحي من موانيه
لا يتكرر
و لا الزمن قادر أن يعيرني نصفه
أبي الذي ما شفيت منه
و ما شفاني الله من عشقه
تربته لوني
و ملحه ثمرتي
فإن لم أثنيه
من ذا الذي يثنيه
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
