أزقة لا تبتسم للغرباء
ألوان منفية غريبة في كفّ جراح نائمة
ذاكرة ضريرة تنهش الذكريات
رسام يداه مبتورتان
يلعق نزفهما
ملامح المنازل البسيطة
الستائر الرخيصة الشفافة
حبل الغسيل و أقمشة الصقيع
ينبعث صوت المذياع القديم
تتراقص دقات المهراس العجيبة
تعزف ألحان البهارات و البخور
بيد محفرّة ناشفة كطريق إلى البادية
خلف السكينة المرعبة
ملامح الاب الحزين و شيبة ضاحكة
نشرة الأنباء الموحشة
أنفاس الأثاث و أعين الخشب المتربصة
خلف تلك الجدائل المجعدّة و الاخاديد الهاطلة
الاجساد النحيلة و مواويل العشيرة
تولد الأحلام مشوهة الوجه
غريبة ... يتيمة
تشع ...فتيلة خافتة من ظلمة الصدور
وتطفو كمناديل كتّان
بورود ظمآنة لاهثة
صهاريج مبللة
تولد الاحلام زاحفة
تتدحرج من زوايا القشّ
خيوطها هشة جائعة
تستنشق صباح الغبار الرطب
خلف القصدير و الاعواد و بقايا الاغصان
و الاحجار الحمراء
نايات موحشة و صفير الجحيم المقفر
تئن الارواح كل ليلة و تصفع الذاكرة
تزفّ عروسا للوديان
في كل ركن زمن أبيض نائم
أو ربيع مغشيّ
وحدها الأماني ترتعش
تحبو كأسرى حرب وفيّة بين الضلوع
وحدها الاماني رصاصات طائشة
تثقب السنين و لا تنهيها
خلف جدران المنازل البسيطة
تعوي الهزيمة و تقبلّك غصبا
سلحفاة قبيحة تتبعّ خطاك
أصابعها قصيرة عاجزة
تلطم رأسك بالانتظارات العقيمة
بفأس لينّة
الابر و الصوف و القطن الناعم
حكايات الاميرة النائمة
رضيع ينهش نهدك
جناح مكسور نائح في سماك
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا