شبكة سورية الحدث


الهجرة بقلم الكاتبة مايا يوسف

الهجرة بقلم الكاتبة مايا يوسف

خذني إلى مكان بعيد.. خذني إلى حيثما أوجد.. إلى حيثما أكون...
فأنا هنا معدوم... أنا هنا مُهمّش...
في رحلة السعي إلى الذات دوماً ما يكون العقل والمنطق طريقنا...
ولكن من اللامنطق أن تكون في غربة حيثما من المفترض أنه وطنك..
'' الوطن أم'' لا يا صديقي أشك في هذا الأمر.. أو ربما الظروف هي السيئة أو لربما نحن السيئون أو هم...
وكلّه يقع تحت طائلة الظروف.. هي التي تدفعنا لمغادرة هذه الأرض..
ليس من السهل أن تترك حيّزاً هرمت وهرمت أحلامك به وأنت في ريعان عمرك..
الناس غالباً نتاج المكان الذين ولدوا به... فلذلك تجدهم يرحلون عنه ويبقى الشيء الكثير من الروح معلق على أطلاله.. إنها صلة الذكريات..
كم هي كثيرة الأشياء التي تربطنا في هذا المكان...
وكم هي لاذعة تلك التي تدفعنا لتركه..
لم نترك الوطن طواعية.. إنها الضرورة..
إنها هذه الحالة الدنيئة..
أصبح الشتاء بحد ذاته غربة هنا..
الكثيرون في بلدي ينامون حافيين في الشوارع دون مأوى..
الشباب يموت باحثاً عن عملٍ ليقتات منه... ولكن أسفاً.. نحن هنا في هذه البقعة الجغرافية محكومون بالأسى.. محكومون بالحرب...
فلا تلومونا إن هجرنا..
نحن نهجر رأفة...
رأفة بهذا البلد المسكين... المُستهلَك.. رأفة بأنفسنا...
أن تختار عدم الموت في غربة وطنك هو الحل الأمثل...
نهجر كي تبقى صورته البهيّة في أرواحنا... نحن نهجر ولكن الوطن يبقى داخلنا..

التاريخ - 2019-12-29 5:39 PM المشاهدات 1455

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم