يُخيفني أن أبقى وأكتشف لاحقاً أنَّ حياتي الرائعة كانت مُعلَّقة بتذكرة طائرة، أن أكون هناك - لو كنتُ هناك- النسخة الأفضل منِّي!
ويُخيفني الرحيل، أن أتخلَّى عن هذه الأجزاء منِّي..
ماذا لو كانت ملائكتي الخاصة تعيش على هذه البُقعة؟ كيف لي أن أهجُرَ ملائكتي! سأنطفئ حتماً..
لا أعلم ما الغاية من ولادتنا واقفين في حين أنَّ الطُرقات تُسحَب من تحت أقدامنا، لماذا لم أولَد بأجنِحة! أيُّ ضررٍ قد أُحدِثهُ على السماء يا إلهي؟
جميع البلاد والمُدن تضع لأجلكَ اللافتات لِئلَّا تُضيع الطريق، لا يُعقل أنَّ الحياة لم تفعل هذا أيضاً، لا يُعقل أنَّنا وحدنا دون إرشادٍ لنكون نحن.. من هذا الذي سرق لافتاتنا؟
أرغبُ بمعاقبتهِ داخلَ متاهةٍ ما!
ولكن.. يُخيفني أن يكون من الأساس مولودٌ في متاهة فسحبنا معه لِئلَّا يشعُر بالوحدة
مُخيفةٌ فكرة أنَّه ما من عقاب حيث أنَّنا قد نكون داخل العقاب أساساً
مُفيدٌ لنا البقاء يا ولدي، يجعلنا نفهم الألم، الوجه المُظلِم للحياة، يجعلنا نُفكِّر لأبعد من ابتسامة وشهادةٍ مُصدَّقة عالمياً
يجعلنا نبكي، نضيع، نكتُب، نكتُب كمن يودِّع الحياة اليوم ويأكل باستقبالها غداً
مُفيدٌ لنا البقاء، كما لو أنَّنا فأرُ تجاربٍ لقدرة الإنسان، تجربة قد تُفيد البشرية وإن لم تفعل فلن تضُرَّها.
#ميري_مخلوف
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا