#مقارنة_على_قيد_الحياة..
_عيناها شمعتانِ بلونِ السّماء، حنونتان، قويتان،
كأنَّهما غيمتان تتبادلانِ قُبلات البرق والرَّعد..
عيناهُ لعنةُ بوحٍ شرقيّة، تمتصُّ عطرَ البداياتِ،
وتمضي بنشوتها تاركةًخطيئتها تُراق بينَ بُعدٍ وكسرة..
_شفتاها دويُّ الظلِّ الخجول، ووشمٌ يُطرّزُ ربطات العنق،
تمتدُّ في تشققاتها خطوطُ كهرباءٍ كفيلةٌ بشحنِ ألفيّ قلب..
شفتاه غاباتُ صبّارٍ وحنظل،
يُراقُ من سراديبهما دِنانُ خمرٍ فسدَ طعمها،
فلا هيَ تُسكِر، ولا الإحساس فيها على قيدِ الحياةِ فتَسكر ..
_صوتها لا يكفُّ عن إصدار أحدث أنواع الموسيقا،
تنسابُ من خلاياه ملائكة الطفولةِ، وحفيفُ أشجارِ الجنّةِ، تزرعُ من خلاله حقولُ لوزٍ وعناقيدٌ وسكّر..
صوته بوقُ القيامةِ، وصيحةُ البعثِ،
صفارةُ إنذارِ الحرائقِ، وهديرُ سياراتِ الإسعاف،
مزمارٌ كفيفٌ يطفئ أقمارَ العذارى، ويشدُّ السامعين له للضياع ...
_جلدها سطحُ جليدٍ أملس، مرآةُ للحكايا،
ونُولٌ يَغزِلُ الورد إذ يذبل، مكتَظٌّ بجداولَ حمراء،
وكنوزٍ أبداً لن تنفد..
جلدهُ أبلاهُ الماضي، سياجٌ هرمٌ لا يقفل،
صحراء قذفت في طياته، هياكلُ رجلٍ مهزومٍ
تآكل ببطءٍ هالكٍ، فصارت أرضه سوداء لا تُقرَب..
_شعرها زغروةُ شلّالٍ، وشاحُ اللّيل إذ أظلم،
سنابلٌ محمّصةٌ، وذرةٌ مشويةٌ،
حبالٌ طويلةُ الآه تُوقِعُ التآئه أكثر...
شعره غصةُ كاسيتٍ في فمِ مسجّلٍ قديمٍ
تآكلت أطرافه، مكنسةٌ يدويةٌ جفَّت في نهاياتها
تراكماتُ الماضي وأبى الزوال...
بقلم: تسنيم حومد سلطان
Sanooma H Ssultan
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا