يودّعني ديسمبر بطريقة مختلفة هذه المرّة ..
يطوي آخر يومٍ له ويطوي معه قلبي عن كلّ ما قد سلف..
بداية جديدة..
تتلاشى أنت بعيداً في الأفق
وهمٌ آخر تراءى لي
أحاول لمسه
دمٌ ينزف من يدي !
آثار جروح !
غُرست أظافري في كفّي عندما حاولت الإمساك به
أيقظني الألم ..
أعودُ لفوهة الواقع
كاد الأمل يبتلعني
أسيرُ بخطوات متثاقلة، بكعب عال، نحو نعش
أرقص قربه ورنين الخلخال يعزفُ سيمفونية ممزِّقة
أسدُل شعري على كتفَيّ
أرشّ العطر ببرود مثير
أضع أحمر الشّفاه بشراهة
صوتُ النّبض يعلو
يدايَ ترجف بسرعة
أُدخل السّكين في أحشائي وأشرب الألم خمراً
أثمُل ..
وأصحو من سُكرتي على دماءٍ تُسكَب
لقد قتلتُ نفسي !
ها أنا في النّعش الذي سُرت إليه بقدماي هاتان
لم تكنِ المرّة الأولى
لطالما قتلت نفسي مراراً وتكراراً لأتمكّن من التعايش
في كلّ مرةٍ كنت أفعلها أُعزّي نفسي بموت ذاتي القديمة، وأودّعها لأنني لن أعود أنا القديمة مرةً أخرى
والأغرب من ذلك أنني كلّما قتلت نفسي لأحيا بقلب وعقل آخرَين كان يموت جزءٌ منّي حقّاً !
يعزّ عليّ الآن دفنُك مع أيّام ستذهب ولا يعود منها إلا طيفُ ذكرى
يعزّ عليّ رحيلك بهذه السّرعة
وخروجك من أنفاس وروحِ جثّتي تلك..
لقد نجحت بالتخلّص منك بفترة زمنيّة قصيرة جدّاً
تنتهي الأوهام والأحلام وحتّى اللعنات في ديسمبر
وفي يناير يبدأ كلّ جديد .
#هند_البقاعي
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا