سورية الحدث
تناولت الصحف الأميركية عملية اغتيال الفريق قاسم سليماني في العراق، والقرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصفيته.
صحيفة “واشنطن بوست” وفي افتتاحيتها تحت عنوان “سليماني كان عدواً لكن هذا لا يعني أن قرار ترامب باغتياله كان حكيماً”، قالت إن كبار مستشاري الأمن القومي انضموا إلى ترامب في منتجعه في فلوريدا الأحد الماضي، حيث أُبلغ أن سليماني سيصل إلى بغداد، وتمت مناقشة اغتياله.
وأضافت الصحيفة أن كبار المسؤولين الأميركيين شعروا أن سليماني كان يسخر من الولايات المتحدة بالظهور في العاصمة العراقية بغداد عقب التطورات التي كانت شهدتها البلاد في الأيام السابقة، ما يعني أنه يمكن أن يتحرك بحرية ومن دون عقاب.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس تابع بنفسه الاتصالات بين مسؤولي الأمن القومي على مدى أسبوع بعد المناقشات الأولية التي جرت الأحد.
ووفق “واشنطن بوست” المسؤولون الاميركيون ذكّروا ترامب بأنه بعد قيام الإيرانيين بإسقاط الطائرة الأميركية من دون طيار، وهاجموا أرامكو لم يرد. وقالوا إن عدم الرد الآن سيرسل إشارة إلى أنهم أنهم يستطيعون الحصول على أي شيء -وفق ما تنقل الصحيفة- عن أحد مسؤولي البيت الأبيض.
يقول مسؤولون إن ترامب كان مدفوعاً بما شعر بأنه تغطية سلبية لقراره عام 2019 بإلغاء الغارة الجوية بعد أن أسقطت إيران طائرة الاستطلاع الأميركية. وقال المسؤولون إن ترامب شعر بالإحباط لأن تفاصيل مداولاته الداخلية قد تسربت وشعر بأنه يبدو ضعيفًا.
مسؤول أميركي رفيع المستوى قال إن الولايات المتحدة تتبعت تحركات سليماني لعدة أيام، وأبقت ترامب على اطلاع، وقررت أن أفضل فرصة لقتله هي بالقرب من مطار بغداد، ووفق المسؤول، فإن ترامب أعطى الموافقة النهائية قبل الضربة مباشرة.
“واشنطن بوست” ذكرت أن مسؤولاً كبيراً في الإدارة الأميركية قال إنه أعطى الموافقة النهائية في نهاية الأمر قبل الضربة مباشرة.
كان في ذهن ترامب أيضاً ما جرى في بنغازي، وردة فعل الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما على الهجوم، وفق ما نقلت “واشنطن بوست” عن مساعدين ومشرعين تحدثوا إلى ترامب، وشعروا بأن الرد على الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع على السفارة ومقتل المتقاعد الأميركي سيجعله يبدو أقوى مقارنة مع سلفه.
ويقول السيناتور ليندسي غراهام إن ترامب كان في منتجعه، وإن الرئيس أخبره بأنه يشعر بالقلق لأنهم “سيضربوننا مرة أخرى” وأنه يفكر في ضرب الإيرانيين، وفق غراهام فإنه لم تكن هناك خطة محددة جاهزة لقتل سليماني.
نيويورك تايمز: اللعبة تغيرت!!
صحيفة “نيوورك تايمز” الأميركية بدورها، تساءلت في افتتاحيتها أن السؤال الذي يجب أن يُطرح ليس ما إذا كان اغتيال سليماني مبرراً، بل ما إذا كان قراراً حكيماً؟
ورأت الصحيفة أن اغتيال الجنرال سليماني ليس مثل اغتيال أسامة بن لادن، أو أبو بكر البغدادي، زعيمي “القاعدة” و”داعش” فكلاهما إرهابيان لم يرتبطا بأي حكومة. بينما الجنرال سليماني كان مسؤولًا كبيراً في الجمهورية الإسلاميه واستهدافه بشكل علني يعني تصعيداً حاداً في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران.
وأضافت الصحيفة أن هذا التصعيد الأميركي عدواني على نحو خاص، بعد تردد الإدارة في الرد على سلسلة من الاستفزازات الإيرانية السابقة، بما في ذلك الهجوم على منشآت النفط السعودية. وبالتالي السؤال، هو لماذا لم تتخذ الإدارة الأميركية خطوات ردع استباقية قبل أن ترفع الوضع الإقليمي مباشرة إلى درجة الغليان.
“نيويورك تايمز”، أشارت إلى أن تزامن الاغتيال مع المحاكمة القريبة لترامب في إطار إجراءات العزل يثير أسئلة مقلقة حول دوافعه الحقيقية، خصوصاً وأن أسئلة مماثلة أثارها الأمر الذي أعطاه الرئيس الأسبق بيل كلينتون، بتنفيذ حملة قصف كبرى في العراق عام 1998 بالتزامن مع جلسات الاستماع حول عزله.
وول ستريت جورنال: استهداف سليماني يضع الولايات المتحدة على مفترق طرق في الشرق الأوسط
في السياق المقال، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن ارسال المزيد من القوات العسكرية إلى المنطقة لا يعني أن إيران لن تنتقم لسليماني، “الايرانيون سيردون.. عليهم القيام بذلك”..
الصحيفة رأت أن إدارة ترامب تقامر من خلال قتل سليماني بهدف إضعاف نفوذ إيران الإقليمي، مما قد يجبرها على التفاوض، إذ أن مثل هذه النتيجة يمكن أن تعزز موقع ترامب في ظل مواجهة العزل، واستعداده للانتخابات.
لكن “وول ستريت جورنال” اعتبرت أن اغتيال سليماني من المرجح أن يُشعل التوتر، ويولد ردوداً انتقامية من جانب إيران، ويجعل الولايات المتحدة تغرق اكثر في وحول المنطقة.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة تعبّر عن رأي الصحيفة حصراً
الميادين
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا