حلوة يناير بقلم هديل محمود

حلوة يناير 
12:00 AM
كان من المؤسف بكائي في الدقيقة الأولى من يوم ميلادي لعامي الثامن عشر .
ومن المؤسف أنّي وبالرغم من وفرة عطائي ، لم أخرج من أعوامي السابقة بشخص واحد يدرك حبي للتفاصيل .
يؤسفني أنّي أقضي يوم ميلادي هذا مشوشة ضبابية في حين أني لا أستحق ذلك .
يؤسفني أنّي أدّعي الصلابة بينما أنا أجوف وأتشظى .
يؤسفني صمتي بينما صوتك يخترق رأسي من الداخل في حين أنه يتوجب عليّ أن أرقص فرحاً لأنه يومي الأول .
يؤسفني ردي على معايدات الأخرين بطريقة غير مناسبة بينما أنتظر معايدتك بفارغ الصبر .
يؤسفني تعبي وتخبطي في هذا اليوم في حين أنه يتوجب عليّ أن أكون نشطة وسعيدة .
يؤسفني أنّي أشعر بشيء وأتفوه بشيء آخر مغايّر لما أشعر به تماماً .
يؤسفني أيضاً أنّي أكتب في يومي الأول من عامي الجديد حزناً عوضاً عن كلمات الفرح والتفاؤل .
يؤسفني أن عامي السابق كان سيء وجعلني أسوء .
يؤسفني أن كل شيء داخلي يظهر في تفاصيلي .
ويؤسفني أيضاً نعتي بِ " حلوة يناير " بينما أنا أنتظر سماع كلمات الغزل والحب منك أنت فقط .
بما أنّي حلوة يناير وبما أن اليوم هو يوم ميلادي يحق لي إذاً أن أتمنى أمنية ، أمنية واحدة فقط قادرة على جعلي أُزهر من جديد ..
أتمنى أن تصلني معايدتك حبيبي ، أو أن تتصل بي وتقول لي كل عام وأنتِ بخير لولو .. يا كل الخير لِ لولو ، إشتقتك يا حبيب حلوة يناير .
يؤسفني أنّي أتمنى أمنية تحتاج إلى معجزة إلهية لتتحقق .. اللهم حبيبي .
| هديل محمود |