شبكة سورية الحدث


لعل المطر في قلبي بقلم الكاتبة منار آصف محرز

لعل المطر في قلبي بقلم الكاتبة منار آصف محرز

"لعلّ المطر في قلبي .. يُطفئ حقد البشر و شرّهم" 

هكذا كتبَتْ في مُقدمة روايتها الأولى .. 

كانت تظن أنّ نيران الشّر في قلوبِ البشر قادرة الأمطار على إخمادِها .. 
لم تعلم أن بعضهم عُجنت طينهم بحقدٍ أعمى ، لاتستطيع أمطار الخير جميعها إهمادها  .. 
لم تعلم أن الحياة في أفئِدتِهم انقرضَت .. 
لم تعلم أن الأذى تفشى في قلوب الكثير منهم .. 

بعد لحظةٍ ..
ظهرَ أحدهم .. وهي تخطّ تلك العبارات في مُذكرة عقلها بصوتٍ عالٍ  .. 
ألم تبحثي عن الأسباب ؟ ، قالَ لها .. 
ألم تتقصي الحقائق وتكتشفينها .. أم أنها واضحة ليست بحاجة للاستكشاف ؟ 

اسألي السارق والقاتل عمّا فعل الفقر بهما .. 
اسألي الأُمّ الثكلى عمّا فعل الفقدان بها .. 
اسألي الأطفال عمّا فعل دار الايتام بهم .. 
اسألي المشردين عمّا فعل الجوع والبرد بهم .. 
اسألي الأرملة عمّا فعل الموت برجُلِها .. 
اسألي لماذا .. ؟ 
ألم تشفقي على حالِهم البتة ؟ 

أجابتهُ : 

ماذا أفعل لفقيرٍ التجأ إلى السرقة والإجرام بدلاً من البحث عن عمل ؟ 
ماذا أفعل لأمٍّ فقدَتْ أولادها ، لليتامى والأرامل ؟؟ 
هل أستطيع رد القضاء والوقوفِ بوجه القدر  !! 
ماذا أفعل لأهلٍ جعلوا من ابناءهم لُقمة سائغة في أفواه مجتمعنا القذر الذي نعيش فيه
أو جعلوا منهم وسيلة لتفريغ شهوةٍ حيوانيةٍ لأيّ متحرشٍ يُصادفهم في الشارع
أو تجارة مربحة لتُجّار الأعضاء .. ؟ 
قُل لي ما أفعل بهم .. وهم من أذى بني البشر يُعانون !! 

حلّ الصمتُ قليلاً .. ثمّ تابعت بِحرقة  : 

أين الإنسان .. !
ألم يكتفي من القتل والتحريض والفتك والتنكيل ؟ 
ألم يكتفي من البرد والقهر و سلب الطفولة  ؟ 
ألم يكتفي من افتعال الشرور .. ؟ 

أين القلب الذي وضعهُ الله لنا ..!
أين الخير الذي زُرِعَ فينا بيدِ الله .. !
أين المحبة التي جعلها تتآلفُ بيننا .. ! 

نعم ، ستقفون هكذا صُمٌّ بُكمٌ لا تفقهون .. 
ولا تعلمون بما ارتكبت أيديكم من أذىً كوني بحق
ّ أيّ إنسان .. أيّ روح ..
ولكن .. 
أعِدُكُمْ .. 
سأُخبر الله بكلِّ شيء .

#منار_آصف_محرز

التاريخ - 2020-01-06 9:08 AM المشاهدات 648

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا