شبكة سورية الحدث


ويح قلبي عليه بقلم الكاتبة أمونا موفق علي

ويح قلبي عليه بقلم الكاتبة أمونا موفق علي

وَيْح قَلبِي عَليه

إنّه يرتعِش كثيراً وأظنّ بأنّها ليلته الأخيرة ، ليته يُحتضر،
ليته يبكي والموعد يَنتظر ،
لقد أُقنعت هذه المرّة من أعماقي أنّه يستحق منزِلاً أكثر
دفئاً ، بعيداً عن كل آهاتي وسريراً أكثر أمناً وأقل اتّساعاً.
أولئِك الذين نَزَحوا إلينا ورحّبنا بهم وسع راحات كفوفنا
لقد كانوا ضيوفاً ثُقلاء الظّلال ، ليس لأنّنا لم نقم بأتمّ الواجبات حيالِهم ، بل لأنّهم دخلوا خلواتنا وأصبحوا أخلّتنا !
الآن ، صغيري يقشَعر بدنه .. يبتلع الأزرق بياض جبهته
ويسطو أرجاء طلعته ، ليقضم قطعاً من وجنتيه وصولاً
إلى أُذنيه وأنا ومع كلّ قبضةٍ أنقبض!
صغيري..! أعتذر على إكمال عِلّتك عِلّة فوالله وقد بدت فتاتات الصدئ تخدش دموعي أكثر فأكثر..!
صغيري..! أعتذر على صرير الباب ذاك على تلك الطّريقة
الوَقِحة التي أفتحه إليك بطردٍ شَرِس ..
لكنّني أُقسم بأنّ ملحي على نفاذ ، وجُرحي بدأ يُغرِقني
حتى أُذني!
لقد توسّعت حدقة قلبي وأنا أستضيف النّدب فأرجوك 
ولا تسألني عن أي سبب!
فكم هو مؤلم أن نفتقد الكبرياء في الحب! ..
أن نفتقد عطاءَنا وذُخرنا حيال من حاربنا وخسرنا من أجلهم كثيراً منّا!
صغيري..! أظنُّ أنّ المؤلم الحقيقي هو أن ندعو الأحبّة كياننا لمستودع مكنوناتنا و لصور ذكرياتنا الملوّنة بالشّفاء..
ولكن ! بعيداً عنّا..
الأمر أشبه بخيانة حبيبٍ لحبيبه مع حبيبه الأسبق الأرذل،
الذي لطالما كلّفه الأمر اجتماعهما على كرسيٍّ خشبيٍّ لنشل 
خلاياه المُسرطِنة منه ، 
في كُلّ جلسة كيميائيّة تحديقيّة.
إنّنا قاتلي أنفسنا قبل أن نخون الودّ .. ولن يخون من كان مُنقِذاً في بحر الحب!
فكم من بحرٍ خانه التيّار وكم مجذاف خلف الطّريق حين
وصل شاطئ الأمان!
فكم وبكم ولكم...
إنَّنا المحبّون الأوفياء ، الخائنون الأشقياء
نُجذّف وسع زوارقنا ونغطس بقدر ما إليه قد قُدِّرنا..
وقد تضطرّنا الأعاصير القويّة إلى النّوم بلا أجنحة
أحياناً .. 
مهما بلغت درجة تأثيرها علينا النديّة.

التاريخ - 2020-01-06 8:19 PM المشاهدات 1449

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا