-== وأنا أحبُّكَ ==-
..وأنا أحبُّكَ
لستُ أُنكِرُ طَبعا
وأخالُ حبَّكَ -حينَ تَمنَحُ- نَبعا
ينسابُ من أعلى؛ فيُحدِثُ ثورةً
بَيضا؛ فتَمتثِلُ الجوانحُ طَوعا
يا ذلكَ الممشوقُ؛ ساريةَ السَّفينةِ حولَها طوفُ النَّوارسِ سَبعا..
من أنتَ؟
تحسدُكَ الجبالُ وأنتَ سفحُكَ قمَّةٌ والغيمُ نحوَكَ يَسعى
حرَّضتَ أسرابَ الطُّيورِ؛ فهروَلَت من كلِّ ناحيةٍ تجيبُكَ سَرعى
وكأنَّكَ الدَّهرُ المحنَّكُ والعصورُ تتَلمَذَت في راحتَيكَ، كأنَّ ما دونَ ابتسامِكَ لو رضِيتَ يُعَدُّ بعدَكَ فَرعا..
مَن أنتَ؟
تغزوكَ المَمالكُ، والحَداثةُ تقتَفيكْ
والشَّمسُ وقتَ غروبِها تَشقى لتعبُرَ حُمرةً مِن لونِ فيكْ
ويَجنُّ موجُ البحرِ مُذ فوقَ الرِّمال تبَخترًا تمشي وتحسبُ لجَّةً ذاكَ المُقامْ
تمشي ويَرقُبُكَ الأَمامْ
ويظلُّ يتبعُكَ الحَمااامُ وأنتَ نصفُ قصيدةٍ نضِجَت بكَ الأوزانُ لكِن ما استَوى فيكَ المَقامْ..
مَن أنتَ؟!
وارتَبَكَ الكلامْ
وتلَعثَمَت رسُلُ المحبَّةِ مُذ أتَيتْ
وتقطَّعَت سُبُلُ الرَّغائبِ أن تلوذَ براحتَيكَ تقولَ "هَيتْ"
وأنا أحاولُ في وصالِكَ قيدَ "لَيتْ"؛
فتُشيحُ طرفَكَ تاركًا فيَّ العظااامَ تئنُّ إذ تمشي على جسدٍ حُطامْ..
مَن أنتَ؟!
منبَتُكَ الغمامْ
وعلامَ يا أبهى الأقاصيصِ التي تُحكى لتمتثِلَ الطُّفولةُ للمنااامِ علامَ يا مَن أضلُعي مِن بينِ آلافِ الحقائقِ تصطَفيكْ؟!
بَل كيفَ ذا الوجعُ المحبَّبُ فيكَ كيفَ؟
ألا يَفيكْ؟!
مَن أنتَ؟!
يا أملَ الغَريقْ
مَنفايَ، وجهتِيَ الأخيرَهْ
عطَشي إليكَ أَضرَّ بي والزَّادُ لَم يُسعِف مَسيرَهْ
مولايَ أنهَكَني الطَّريقْ
وقصَدتُ مَن أَصحى ضَميرَهْ
وشَقيتُ فيكَ ووُجهَتي سُكناكَ يا مُدني المَطيرَهْ..
ومنَ المَحاسنِ أن تحالفَكَ الحُظوظُ؛ ترى الذي أغفَلتَ صبحَكَ كي تراكَ الشَّمسُ محجوبًا وراءَهْ؛
صبحَهُ مذ حارَ في عينَيهِ لم يخلَع رداءَهْ..
خَلوةً كانَت معَ الفِنجانِ أولَتني وُعودا؛
نبَّأَتني رغوةُ البُنِّ اليَمانيِّ احتِمالًا كيفَ يغدو المشهدُ المأزومُ في بَدءِ الطَّريقْ
كيفَ لا يَعصى على الماءِ الحَريقْ
كيفَ ينجو مَن رماهُ الأخوةُ الحُسَّادُ في بئرٍ عميقْ
كيفَ ألقاكَ أخيرًا بينَ فجرٍ وشُروقْ..
وإذا خبَت ريحٌ أقلَّتني إلى أرضٍ يَبابْ
كانَت تُساورُني المُنى أنَّ اللِّقاءَ على مسافةِ ناظرَينا،
والمُنى ليسَت سَرابْ
فيها لَمَحتُكَ فارعًا كالبُرجِ تَغبِطُهُ القِبابْ
شيَّدتَ سوقَ نخاسةٍ لتبيعَ أفئدةَ الشَّبابْ
فيها لَمَحتُكَ تائهًا في لونِكَ القمحيِّ والألوانُ ضاقَت أن تُخالطَ وَجنتَيكْ
والنَّاسُ حَولَكَ حُرقةٌ والخَلقُ قَبضَةُ راحتَيكْ
ومراقِبونَ توقَّعوا رَبطًا بِما يُعزى إلَيكْ
أنَّ الذينَ رأَوكَ رأيَ العَينِ قد يُمسونَ صَرعى..
للهِ منكَ؛ فكَم يجوزُ بأَن يُقالَ لمِثلِهِم سَقيًا ومَرعى!!..
أنتَ احتِباسُ حرارةِ الأضلاعِ فيَّ
غلافُ جوِّ الأرضِ لَو صحَّ اعتبارُكَ ضِلعا
تَرنو فيَبدو حاجباكَ كشاخصٍ؛
علمًا يرفرفُ في "مزارعِ شِبعا"
وأنا لهذا أرتضيكَ مغامرًا كالسِّندبادِ يَعيثُ حاجبُكَ المسنَّنُ في الرُّؤوسِ وليسَ يطلُبُ دِرعا..
مغرورةٌ عيناكَ، سمرتُكَ الجريئةُ، وجنتاكَ، وفوكَ في الإقناعِ أقنَعُ أن يقولَ "أُحبُّ" أو ينشقَّ صَدعا
ولذا أحبُّكَ
ربَّما سببُ المحبَّةِ أنَّكَ استَمطَرتَ في شتَّى المواسمِ غيمةً أو غيمتَينْ
أو ربَّما كانَ الهوى فيكَ التقاءُ فراشتَينْ
ويدٌ تلوِّحُ من بعيدٍ تستعيضُ عنِ الهِتافِ برقصةٍ أو رقصتَينْ
وعلى المفارقِ تذرِفُ الأوجاعَ؛ تَسقي وردَكَ العَطِشَ الغريبْ
عمرُ الزَّمانِ لديكَ يومٌ شمسُهُ قد شارفَت حدَّ المغيبْ
وأنا يطاردُني السُّؤالُ وليسَ يعبأُ من لديهِ جوابُ أسئلةِ الغريبْ
ما الحبُّ؟! ما عُمرُ القصائدِ؟ من أنا؟ من أنتْ؟
فلعلَّ في تلكَ الإجابةِ يومَ قلتَ "أنا صديقُكَ" قد لحَنتْ..
أنا لم أنَم يومَ التَقَيتُ بِكَ المَساءْ
أنا كانَ لي أملٌ رَجاءْ
كانَت لَتَكفيني يداكَ تَحوطُ مِعصَمِيَ اليَتيمْ
أمنيَّةً ما مرَّ بي يومًا وأَغفلَها كريمْ
أمنِيَّةً ضاقَت بِعَهدِكَ ذَرعا
يا لَيتَ ما أمَّلتَها أن تَرعى
يا ذلكَ المرغوبُ؛ مُمتَنِعَ الهَوى،
لا بدَّ لَم نُدرِك مقامَكَ قَطعا..
محمَّد باقِر عَودة
18 آب 2019
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا