أتمادى بفكرة " أنّ هناك دوماً ما هو أهلٌ لإن يُعاش في هذه الحياة "
و تمتيناً للفكرة ..
أتعمّدُ التحرّش بذاكرة الجمال و ألاحقها في أبسط التفاصيل .
شاقّة تلك المطاردة في وسطٍ جنائزي الملامح خرائبي ؛
لكنني انثى تتقن المشي على حافة الجراح و تعي تماماً أن النبضة التي تذهب لا تعود ،
فأصبغُ اللّحظات الرّمادية بلون الشّعر و أملأ فضاء وحدتي الرّطب بمخيلة نحلةٍ تهيم بالزهر ..
أهادنُ الخوف الذي يسكنني منذ لعنة فقدٍ بابتسامةٍ ، تبدو هادئةً في ظاهرها ،
أجفّفُ بحرائقها كل الكلام الموحل فوق شفتيّ ليخرج من بينها صوتي ، المصاب بغرغرينا الحزن ،
مخضّباً بنوايا الفرح ..
أشربُ مرار الحقيقة مع فنجان قهوة الصّباح و أنا أمسحُ أغبرة الأسى عن نوافذ الخيال ،
و كغرابٍ قرّر أن يتعرّى من إرث النعيق ،أشاركُ العصافير أناشيدها بلكنة الضّوء ،
و بوعد الغيم أخاتلُ أحاسيس القلق و أسفح هزائم الوقت على الورق ..
أقطفُ ضحكات الأطفال الـ مازالت زغاليلها جاهلةً بتاريخ الموت المتقن ؛
و أعلّقها على ندبات الحرب المتفشّية في جسدي و روحي ،
و كطفلةٍ اشتاقت الأعياد ، أبتكرُ من ضحكة أحدهم عيداً
و أقدّمه هديةً للأرواح المصلوبة على مقاصل الانتظار ،
فيقيني أنّ ما أفسده الحزن في قلوبنا ، تصلحه ابتسامات الذين نحبهم كما لا يقوى على إصلاحه عطّار ..
أبذلُ كثيراً من الجهد ماشيةً على أضلاع وجعي حتّى لا يمر النّهار على الهيّئة التي يريدها هو ؛
فنهارات الحرب الطويلة تؤرجحنا بين وقار الألم و ندم الفجيعة الذي ينصب خيام الشجن و الحنين حتّى في ظلالنا التّائهة بين الهشاشة و العجز ،
و كرصاصةٍ تحمل فكر راميها ، أشجّ رأس عزلتي بمعجمٍ من ضلع الماء ؛
لأسحب الأشياء من فراش احتضارها و تنجو من أسمائها الفاضحة ، لعليّ بذلك أمتصّ بعض أنين جراحها ..
و من بوابة هذا الفضاء المبلّل ، ألج المساءات المالحة ؛
أنذرُ للحلم وردةً رافضة ً ثوب الحداد ، أودعها سواد شعري لأباغت بها كوابيس اللّيل ،
و في دمي تسابيح مطر تسوقني لشهوة الرّقص كحقل زنبقٍ يتوحّم على جدول ماءٍ في صحراء بربريّة ،
فأسكبُ صوتكَ في صدري " يا سيّد الغياب "
و بين ارتباك الخطوة و نشوة العطر في دمي
أتشبّث بنعماه ..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا