شبكة سورية الحدث


المدينة الفاضلة بقلم الكاتبة مايا حسن يوسف

المدينة الفاضلة بقلم الكاتبة مايا حسن يوسف

المدينة الفاضلة... ماذا يهل على مسمعك عندما تطرقه هاتين الكلمتين أول مرة..
إن كنت متدين كثيراً ستنحاز لمدينة يملؤها دور العبادة.. مدينة تجري تحت التشريعات والفروض الدينية.. ولا انتفاء لأحد منها..
إن كنت علمانياً ستجد في مخيلتك أبواب الانفتاح والخروج من الصناديق التي تتضارب بها عقول الآخرين.. لن تجد قيوداً دينية تحدّ من إبداعك لن تكون منبوذاً لأنك غير منتمٍ. ستجدها المدينة الفاضلة وستجد نفسك اللامحدودة بها...
أما إن كنت بعيداً كل البع. عن الحالتين السابقتين.. وحياتك قائمة على أنغام ولحن... فستتصورها مدينة يُعزف على أوتارها سيمفونيّات خرافيّة.. وستكون حياتك المدرج الموسيقي..
والمدينة آلتك وأنت العازف المتحكم بكل ما يتردد إليك.. بذلك ستصنع بخيالك مدينك العُظمى التي تستحق لقب الفاضلة...
وعلى هذا المنوال تختلف تصورات الآخرين وفقاً لأهوائهم.. ويطول الحديث عن هذه الاختلافات...
والآن علينا التطلع إلى من خلق هذه المدينة في رحب فضاءه الخيالي المتسع...
من حكّمها بالقوانين والسياق الذي جعلها بذلك تستحق أن تكون الفاضلة والكاملة دون منازع... 'جمهورية أفلاطون الفاضلة'...
عندما يندرج الاسم تحت مسمى عظيم لشخص فاق العظمة فالنتيجة محتومة حينها...
إذاً لنحقق حلم أفلاطون ولنغص معه في أرحاب هذه المدينة...
.. تخيل نفسك تفتح عينيك لتجد نفسك في مدينة أفلاطون الفاضلة... هيّا دعنا نرى ما يحصل في هذا المكان العجيب...
_لا يبدو هناك الكثير من البشر هنا فالمكان يبدو صافٍ ونظيف من دناءة البشر العاديين...
المنازل هنا متشابهة ولا تقل رفاهية عن بعضها...
هنا الناس ليسوا قوم أو عبيد ليسوا صُناع ولا مواطنين.. الناس هنا تجمعهم رابطة الأخوة.. كما يجمع الجسد كل أعضاءه.. هم متماسكين ومتآلفين حتى هذا الحد...
الناس هنا يدافعون عن مدينتهم بكل حفاوة واندفاع.. ودافعهم هو الحب والانتماء وليس سواه...
في هذا المكان لا تجد تفريق أو ظلم.. عليك إثبات نفسك بالجد والعمل والابتكار والتجدد هكذا تصنع قيمتك وتتميز أيما تكن...
في هذه المدينة لا وجود للجهل.. المعرفة تتربع على عرش مملكة أفلاطون من كل ناحية...
نظام الحكم هنا ليس حكراً لشخص واحد ترتبط فيه مسألة شعب برمته... الحكم هنا في يد مجلس أمن فيه العديد من الأفراد يحققون التكاملية بتمثيل أطياف وفصائل المجتمع.. فوجود أكثر من حكم يضمن عدم الاستبداد والسلطة...
الآن ننتهي ولا يطول الوصف عن هذه المعجزة...
.. كن رائعاً بتصوراتك... مذهلاً بخيالك.. سافر لأعماق روحك لتجد الصفاء الحقيقي الذي يؤهلك لبناء مثل هذه المدينة في باطنك... ولا تسخر من خيالك.. ف أحلامك اليوم هي حياتك في الغد... وبوسعنا السفر في أبعاد وعينا كي نصل إلى المرجو...
/مايا حسن يوسف /

التاريخ - 2020-01-16 9:08 PM المشاهدات 1829

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم