شبكة سورية الحدث


أشباح ذكريات بقلم الكاتبة مرح وائل محفوض

أشباح ذكريات بقلم الكاتبة مرح وائل محفوض

منذ مدة و تخطر لي فكرة أننا أشباح ذكريات ليس إلا ..
نكون هنا الآن ثم بعد الآن لا أحد هنا ..
طيف من ذكريات الأمس نحن..
مزيج من الكثير من المواقف والكلمات القديمة التي أثرت فينا في وقت ما ثم اختفت ..
حتى الأماكن التي ظنناها يوما لنا .. باتت لغيرنا وأشك في أنها لا تزال تحمل أثراً لنا على جدرانها المهترئة كحالنا ...
لا شيء سوى ذكريات عشناها بأدق تفاصيلها وما عاشتنا يوماً ...
أشخاص كانوا جزءاً من طيفنا هذا ..
تركوا فيه أثراً لا يُزَال إلا بما يشبه الزهايمر ..
ولكنهم في نهاية المطاف أطياف أيضاً ...
إن كانوا بالأمس حقيقة فهم اليوم مجرد فكرة تمر في الذاكرة ثم لا تلبث أن تختفي من جديد ..
كمن يعبر الزمن لأجل لحظة وجود لا تدوم لتنتهي...
وأنا الآن جالسة بالقرب من نافذتي ..
أذكر أن ذات الجلسة هذه تكررت خلال سنيني الماضية ولكني الآن خالية من كل أطياف تلك السنين ...
ما كنت أظنه أبدياً حينها ما تراه إلا وهماً اليوم ..
كان وكأنه لم يكن ..
وما شغف قلبي بسماعه والشعور به ما هو الآن إلا كلام في الذاكرة...
 استذكره كما لو أنه درس تاريخ مقيت لا أذكره إلا لأقدّم به امتحاناً لا جدوى منه ولا فائدة ...
وأنت يا طيفي الأجمل .. أيها الغريب المتربع عرش ذاكرتي رغم كل شيء ..
أدرك بأنك الآن تغط في نومك .. إنك تغفو قبل دجاجات قريتي ..
فلا حديث بين النجوم يشغل قلبك مثلي ولا أطياف تسرق النوم من عينيك الجميلتين مثل ما تفعل بي ...
أتراك تصبح طيفاً في ذاكرتي في أحد الليالي .. حينما أبحث عنك فلا أجدك ..!!
حين استغرق وقتاً لاتذكر لون عينيك أو طريقة تصفيفك لشعرك ...!
أو أجد صعوبة في الاحساس بنبرة صوتك .. تلك التي تبعثر نبضات قلبي في كل مرة تحادثني بها ..!
رغم أنني لا أتمنى أن تصبح طيفاً أكثر مما أنت عليه الآن .. إلا أنني أعدك بأنك إن أصبحت فسأعشق النوم مثلك ..
لا لشيء إلا لأمنع نفسي من أي طيف قد يشغل ليلي سواك ..
أحلاماً سعيدة يا قمري ..
.
مرح وائل محفوض

التاريخ - 2020-01-21 8:12 PM المشاهدات 1183

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم