عَلَمُ بلادي
في أحدِ الأيّامِ
أوقفَ سيّارتي شرطيّ
في الطريقْ
كي أنتظر مرورَ
جِنازةٍ لِشهيد
عَلتْ أصواتُ
الزّغاريد
بدا موكِبهُ
عريقْ
...
نظرتُ إلى تابوتهِ
و سَرَحتُ
في عَلَمِ بلادي
الذي يلتفُّ عليهِ
أطلتُ التحديقْ
فشعرتُ بالحزنِ
و الألمِ
...
لونٌ أحمر
لونُ الدّمِ
الذي هُدرَ
دفاعاً عن الأرضِ
و العِرضِ
لِنعيشَ بِنِعَمِ
...
لونٌ أبيض
لونُ السّلامِ
لِنعيشَ كنجمتانِ
خضراوتانِ
في حبٍّ و وئامِ
...
لونٌ أسودٌ حالكٌ
لونُ الشّيطانِ
الذي هاجمَ أرضَنا
و سلبَ الحياةَ منّا
فهو يوسوسُ لنا
ليقتُلنا
و لِردعهِ تُذرفُ
دِماؤنا
...
ربّما سَرَحتُ كثيراً
في أحلامي
ربّما في تفكيري
قد بالغت
و في سلامِ وطني
قد حَلمت
نعم ، أنا جُننت
...
يا ربّي
هذهِ رسالتي
أنا قد بلّغت
و قُلت :
لعلَّ و عسى
الأسى يُنسى
فوَطني
كسفينةٍ تُبحر
ولا تجدُ شاطِئاً
كي تَرسى...
أهذا هو القدر ؟
أن نبقى نُبحر
دونَ بوصلةٍ
دونَ خريطةٍ
لِنصلَ للبرّ
ربّنا
هل تسمعنا؟
استجب لِندائِنا
و دعائِنا
و قل لنا
كيفَ نعبر ؟
....
سَمعتُ صافرةَ الشّرطيّ
فعَادَ عقلي ليّ
و أخبرني بعُنفوانِ :
أنتَ في بلدٍ
هاجرَ منهُ الرّحمنِ .
_أحمد ابراهيم
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا