هل سبق أن شاهدت أفلام هوليوودية بطابع سوري؟ قد تشعر بالذهول للوهلة الأولى، متسائلاً هل يمكن أن تكون حقيقية أم أنها من نسج خيال. ولكن هذه ليست إلا صوراً تأخذك إلى عالم الفنانة الأرمينية السورية، ستيفاني سانوسيان، الخارج عن المألوف.
ربما تكون الصور خيالية كما ظننت، لكنها في الواقع تحمل بين طياتها رسالة أن جميعنا نتشابه، وليس هناك ما يفرقنا سوى رغبتنا في النجاح والمضي قدماً.
وفي عملها الفني الأخير "If Hollywood Movies were a Syrian Production"، أي "إذا كانت الأفلام الهوليودية من إنتاج سوري"، قررت سانوسيان أن تدعم الإنتاج السوري من خلال ربط عالمين مختلفين، مع إضافة الطابع المحلي إلى ظاهرة العولمة.
تبرز صور سانوسيان مواقع عديدة في سوريا ولكن من منظور مختلف.. فتارة، تجد أبطال فيلم "Fast and Furious"، مثل الممثل الامريكي فين ديزل، في مهمة رسمية ستثير فضولك. وتارة أخرى، سترى "الجوكر" يركض بين أحياء دمشق القادمة وكأنه يهرب خوفاً من القبض عليه.
وفي أحد الحارات القديمة، لن تجد "الجوكر" هارباً فحسب، وإنما ستصادف أبطال فيلم "The Godfather"، مثل الممثل الأمريكي مارلون براندو، الذي لعب دور فيتو كوروليوني، في شارع القيميرية بدمشق.
وتُعتبر سانوسيان أن الفن لا يتخلله أي تحديات طالما لم يمنع الفنان نفسه من حرية التعبير. وفي حديثها مع موقع CNN بالعربية، قالت: "أؤمن أن الفن هو بمثابة عملية استباقية، وهو حوار ثلاثي الأبعاد بين الفنان، والعمل، والجمهور".
وأضافت أن أحد التحديات "هي إيجاد الكلمات الصحيحة لإيصال أفكاري.. وبالكلمات، فأنا أعني الروح، والطاقة، واللون، والصورة الصحيحة".
ووراء كل عمل فني، تجد رغبة وإصرار الفنانة الأرمينية السورية على تذكير الناس بـ "الكنوز" الجميلة، التي كانت تحتضنها البلاد في يوم من الأيام.
وبالفعل، ربما أزالت الحرب بعضاً من هذه الكنوز، إلّا أنها لا تزال محفوظة في ذاكرة السوريين.
وغادرت سانوسيان مدينة حلب، في عام 2011، ملاحظةً أن البلاد باتت ترتبط بشكل مباشر مع "الشر"، منذ أن بدأت الحرب. وبدورها، قررت الفنانة الأرمينية السورية أن يكون عملها بمثابة تذكير دائم لما تمثله سوريا، وهي مهد الحضارات، وأرض التاريخ والتراث برأيها.
وتستذكر سانوسيان بعضاً من ردود الفعل التي تلقتها حول أعمالها الفنية، والتي عادة ما تترك أثراً في نفوس متابعيها، مستحضرةً صورة الوطن وذكرياته السعيدة والحزينة.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا