شبكة سورية الحدث


عزيزي السرطان بقلم الكاتبة سجى أبازيد

عزيزي السرطان بقلم الكاتبة سجى أبازيد

عزيزي السرطان ..
سأتحدّث معكَ بصفتي المقتولة يا قاتلي
 لكن سأخذ القليل من وقتكَ 
 أعدكَ بعد أن أكمل كلامي سأسمح لكَ بقتلي
والسير في عروقي منتصراً رافعاً  رايةَ النصر والاحتلال ..
حسناً سأبدأ  بالكلامِ ،ولكن دع جسدي طليقاً من دونك
عزيزي
منذ دخولكَ إلى جسدي كانت أمي تقول لي:
 بأنكَ
 ستكون كالظلِ لا يؤذي ولا يُحرق ..
لقد صدقتُ كلام والدتي وجعلتُ منكَ صورة في مخيلتي بأنكَ القاتل المحبّ اللطيف
لكن عندما كَبرتُ وأنتَ لازلتَ تمشي في عروقي 
أيقنتُ 
بأنكَ فاقد الإحساس 
فاقد الحبّ والرحمة بالناس ..
الخطأ خطأي أعلم ذلكَ
عندما ضعفت اتجاهك
وأعطيتكَ صورة عني بأنني إنسانة ضعيفة لا تمتلك الإرادة ولا القوة 
فأنت  لقد  استغليتني و أديتَ دور القاتل بامتياز
قمت أولاً :
بابتلاعِ جسدي وعظامي
وبتحويل ملامحي إلى جثة ميتة 
أما عن وجهي كان كوجه طفل صغير الآن يشبه الصحراء القاحلة لا ترسم عليه الابتسامة ولا الفرح
طلبت منك الكثير من الأمنيات
وكان أهمها هي أن لا تقترب على شعري
تعلم بأنَّ سر جمال الأنثى هو شعرها
ولا تبعدني عن أصدقائي  لأنهم قرة عيني
 وألا تحرمني من طفولتي، ولا عن مدرستي،
لكن الحقيقة المؤلمة:
جعلتَ أصدقائي يبتعدون عني بسبب مظهري المخيف
ورائحتي
وإيضاً فقدتَ شعري الجميل وطفولتي
كل شيء فقدته بسببكَ
والآن أيها القاتل بعد سماعِ كلامي
أرجوكَ
ارحمني 
ارحم عروقي  التي لا زالت متقبلة سمك اللعين القاتل 
ارحم والدتي التي لازالت تنتظر عودتي إلى المنزل 
ارحم  والديّ الذي لا يملك  النقود لعلاجي منكَ
وفي نهاية كلامي الأخير
أن كنت لا تريد الخروج  وواثقاً من نفسك بأنك منتصر
فيا إلهي خذ روحي 
واجعل السرطان مقتلي 
واحرقه قبل أن يدخل إلى عروق أمي و أبي

التاريخ - 2020-03-02 1:17 PM المشاهدات 858

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا